{ من حق دار جعل أن تفرح وتسعد وتقضي ليلتها هانئة، ومن حقها أن تفخر بأبنائها الأشاوس أحفاد المك نمر وعبد الله ود سعد، فقد كانت شندي وديار الجعليين كالعهد بها حين يصاب الوطن تجدهم قد أزالوا الهم والغم، وهتفوا من أعماقهم نحن هنا، ونحن لها، ونحن أسياد الوجعة، ونحن من يرد للسودان كبرياءه، ونحن من جعلنا العالم في قرون ماضية يتحدث عن حريق الباشا الغشيم، ونتحدث أمس عبر الوكالات والفضائيات والمواقع عن أهلي شندي الذي حول الهزيمة الثلاثية الثقيلة إلى انتصار ثلاثي رائع، وأتبعه بالتفوق في الركلات الفاصلة. وكان من أوائل الفرق التي قلبت الطاولة في وجه الترشيحات للتأهل، ذلك أن فريق سيمبا التنزاني كان من أوائل الفرق المرشحة لأنه كسب بفارق مقدر من الأهداف، ولم يمكن منافسه أهلي شندي من الوصول الى شباكه في لقاء الذهاب.. ولكن أهل الترشيحات لا يعلمون بحاجة اسمها شندي ودار جعل. { خسر الهلال والمريخ وأمل عطبرة، وكانت التحليلات تشير إلى أن كل فرق السودان فشلت في الإياب ولم ينجح أحد.. ولكن بوجود أهلنا في شندي عدلنا الصورة، فالسودان لم يخسر كله. ولم يسقط كله.. ونجح أحد وما أعظمه من أحد ورقم كبير في سماء الرجولة والشهامة والإخلاص وبذل الجهد والعرق فداءً للوطن الكبير السودان والوطن الصغير دار جعل. { تأهلنا لدور الستة عشر مكرر، وسجل أهلي شندي رقماً جديداً للكرة الإفريقية بأنه الفريق حديث العهد بالمشاركات الدولية وبالدوري الممتاز، وفي أول مشاركة يتأهل من دور الى دور متخطياً الفرق ذات العراقة والمشاركات العديدة في البطولات.. وبإذن الله سيواصل هذا التميز بإرادة قوية ويدخل دوري المجموعتين بجدارة واستحقاق، وليدون الاتحاد الافريقي ما شاء له أن يدون عن الفرق التي تلج تاريخ بطولاته من أوسع أبوابها في أولي مشاركاتها الخارجية، ولكنه ان كان لا يدري شيئاً عن أهلي شندي فنحن ندري أنهم نمور دار جعل وأحفاد مك الجعليين ويا هو المك نمر كما قال الشاعر. نقطة.. نقطة { اليوم قرعة البطولتين الإفريقيتين لتحديد مجموعتي بطولة الأندية الأبطال.. ومواجهات دور الستة عشر مكرر في بطولة كأس الاتحاد »الكونفدرالية«، وطبعاً لا مكان لنا في مجموعة البطولة الكبرى، وسيكون لنا وجود في قرعة البطولة الصغرى، وسنشارك فيها بأهلي شندي مرفوع الرأس ومتأهلاً بجدارة، بينما ستكون مشاركتنا بالهلال والمريخ منكسي الرأس ضمن الخاسرين الخارجين من البطولة الكبرى. { لو كان لي أن أتمنى الفريق الذي سيقابل أهلي شندي فإنني أتمنى أحد فريقي القمة الهلال أو المريخ، فقد يكون تأهل النمور الى مجوعتي البطولة أسهل وأضمن، لاسيما أنهما يعيشان أسوأ حالاتهما بالخروج وظهور الثغرات، اضافة الى اهتمامها الأكبر بصدارة المنافسة المحلية. { كما ذكرنا سابقاً فإن أداء الهلال كان أفضل من أداء المريخ، وتذكرت مكالمة هاتفية مع الرئيس جمال الوالي حين سألته عن إعداد المريخ قبيل مباراة مازيمبي، فأجاب بكل هدوء إننا نعد أنفسنا للكونفدرالية.. وظلت العبارة أمامي وأنا أتابع الأداء الضعيف للمريخ ومحترفيه في المباراة، وكدت أقول رحم الله أمرئ عرف قدر نفسه. { بعد أن صدرت القائمة الأولى لفرق مجموعتي بطولة الأندية الافريقية الأبطال وكانت تضم فرق الزمالك المصري، النجم الساحلي والترجي التونسيين ومازيمبي والشلف الجزائري، منتوم شلسي الغاني، صن شاين النيجيري، قلت في سري الحمد لله أننا خرجنا. { بالأمس تأملت في كلمات الأغنية الجعلية الشهيرة عن المك نمر.. التي وصفته بأنه »نمراً مو هين، نمراً يركب الكيك، ونمراً يقلب العوك، يا هو المك نمر، مو نمر الشجر أب فرعاً ميل.. واستحق أهلي شندي لقب النمور في إشارة للجد الأكبر لمؤسسي النادي وآخرهم عمنا الأرباب أحمد محمد إدريس رحمه الله.