بينما يستعد الناس لشهر رمضان (الكريم) يبدو أن السوق يريد أن يقوم بحركته المناوئة للكرم الرمضاني المعهود والمعروف.. فقد بدأت أسعار السلع في الارتفاع الذي سيتحول إلى كابوس في الأسبوع القادم.. رغم المحاصرة التي تفرضها الحكومة على بعض السلع إلا أن الموضوع قد يخرج من السيطرة.. وذلك بدعوى العرض والطلب والاقتصاد الحر، بالإضافة لاعتبار التجار أن رمضان فرصة لملء الجيوب دون المراعاة لظروف المواطنين وحاجتهم، فينسون أو يتناسون أن البيع بكميات كبيرة وبسعر مناسب أكثر ربحاً من البيع بكميات محدودة وبسعر مرتفع حيث لايستطيع الكثيرون الشراء.. فلماذا يضيّقون على الناس في هذا الشهر الكريم.. لماذا يضيّقون ما وسع الله به على الناس؟!.. المهم سادتي هي وصية مهمة وأرجو أن «يوصلها» كل من أطلع عليها.. وهي متعلقة بمحاربة أولئك الجشعين ولا أظن أن القرارات وحدها يمكن أن تردعهم، والرادع الوحيد هو أنتم أيها المواطنون.. نعم أنتم فلا تشتروا أي سلعة يبالغ صاحبها في سعرها حتى وإن كانت الحاجة ماسة لها.. ولا تشتروا بكميات كبيرة، فالقليل يمكن أن يجعل هؤلاء الجشعين يتنازلون عن المبالغات التي يفرضونها.. صدقوني هذه هي الطريقة المناسبة لمحاربة جهل من يتعاملون وفق سياسة التحرير الاقتصادي فهي لن تنجح إذا كانت من طرف واحد.. نعم من طرف واحد.. طرف التجار فقط.. التجار الذين يحملون السكاكين لذبح المواطن وليتها كانت حادة، بل هي سكاكين (ميتة) ولا يمكن إيقافها إلا بذبح من يحملها، وذلك بترشيد الشراء.. بالمناسبة نعلم أن هناك بعض المواطنين لديهم أموال، بمعنى أن إمكاناتهم تسمح لهم بشراء كميات كبيرة من السلع في رمضان وفي غيره ولا تهمهم الأسعار انخفضت أو زادت، وهم الذين (يضرون) إخوانهم بمسارعتهم لاقتناء أكبر كمية من المواد التموينية الرمضانية، فهؤلاء مطلوب منهم أن يتنازلوا عن عاداتهم وعليهم أن يضعوا أيديهم في أيدي إخوانهم لمحاربة التجار الجشعين.. كما لا يفوتنا أن نطالب الحكومة بمواصلة حملاتها ضد كل من يريد أن يستغل حاجة المواطنين والذين يعتبرون رمضان موسماً لملء الجيوب...