العروض الرمضانية على السلع والمنتجات الغذائية (على قفا من يشيل) ملأت الاسواق والشوارع والارصفة و منافذ البيع الكبرى والصغرى، منذ منتصف يونيو الماضي، وانتشرت الإعلانات والملصقات الرمضانية على واجهات المحال والمراكز التجارية، وأعد التجار عدتهم من سلع ومواد غذائية، وعروض رمضانية مغرية استعداداً للشهر الفضيل. وبدأ المتسوقون يستعدون لهذه المناسبة، تحديدا خلال هذه الفترة التي تتزامن مع نهاية الشهر، وجرت العادة على تداول مأكولات معينة خلال الشهر الفضيل، الأمر الذي دفع بورصة المواد الغذائية إلى الارتفاع الجنوني في رمضان، وهناك تجار يواجهون نفاد بعض الأصناف الغذائية قبل حلول الشهر الفضيل بفترات. ولم تضم بعض منافذ البيع بعض المواد الغذائية الأساسية إلى قائمة عروضها الرمضانية كالأرز والسكر والدقيق، والزيت وقمر الدين والتين والزبيب.. في الوقت الذي حولت فيه بعض المجتمعات شهر الصوم والعبادة إلى شهر استهلاكي من الدرجة الأولى، إذ يتضاعف الاستهلاك الغذائي ويزداد حجم الإنفاق رغما عن الغلاء. (الرأي العام) رصدت آراء عدد من المتسوقين، حول الاستعداد لحلول شهر رمضان الكريم ،والعروض الترويجية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، وقالت (غادة) موظفة حرصنا على شراء التموين الرمضاني من أرز وعدس وسكر، وقمر الدين والمكسرات والزيت وغيرها من مواد غير قابلة للتلف مع نهاية شهر يونيو الماضي وبداية الشهر الحالي، حتى نتفادى الازدحام الخانق الذي ينتاب المحلات والمراكز التجارية مع بداية الشهر الفضيل أو قبله . مضيفة أنه على الرغم من المراقبة التي تفرض على الأسعار، إلا أنه مع بداية الشهر الفضيل تفقد السيطرة على بعض السلع.وقال إبراهيم (موظف) أن شهر رمضان لا يختلف عن غيره من أشهر السنة، خاصة في الجوانب الشرائية والاستهلاكية، حيث تعودنا أنا وأسرتي على شراء نفس المواد الغذائية التي نشتريها طوال أيام السنة خلال شهر رمضان، ففي هذا الشهر بالتحديد لابد من تقنين الرغبات والشهوات بقدر المستطاع فالغاية من شهر رمضان أسمى من حصرها في جوانب المواد الغذائية والمأكولات، والغاية الإلهية من الصوم هو الشعور بحاجة الآخرين من جوع وحرمان وفقر . وأشارت عائشة (ربة منزل) الى انه أصبحت سمة الاستهلاك هي ما يتبعها المواطن، وارتفاع الأسعار هي الصفة الملازمة لشهر رمضان الفضيل قبل أن يهل الشهر، تبدأ الأسعار بالارتفاع تدريجيا، ويتوجه الناس إلى الشراء والتبضع وتخزين المواد الغذائية، وكأن المأكولات ستنقطع من الأسواق إلى الأبد . ومن جانب آخر أكدت د. دولت حسن الباحثة الاجتماعية على وجود حالة من عدم الوعي من قبل المستهلكين الذين ربما كانوا هم السبب الحقيقي في ارتفاع الأسعار الذي يتزامن مع حلول موسم شهر رمضان الكريم، الذي يشهد إقبالاً كبيراً من جانب المستهلكين على الشراء ليس فقط في المواد الغذائية فقط بل في قطاعات أخرى كثيرة كالأثاث والأواني المنزلية، والملابس وغيرها، مضيفة أنه لابد على المواطن أن يقوم بدور واضح في ضبط مقدار استهلاكه، وتقنين عادات الإسراف التي تبلغ أوجها في شهر رمضان.