الرحيل المر.. كان هو العنوان البارز لأحداث السودان هذا العام برحيل العديد من الرموز الفنية والثقافية والسياسية وآخره صباح الأمس حيث رحل قيثارة الفن والنغم وصداح الغناء الفنان الشاب نادر خضر إثر حادث مروري جنوبشندي وهو عائد من حفل بجامعة وادي النيل في عطبرة، وتوفى في نفس الحادثة ثلاثة من زملائه العازفين. ٭ نادر خضر الفنان: الفنان نادر خضر الأمين من الفنانين الشباب الذين نجحوا في الساحة الفنية بأدائهم المميز.. ولد بأم درمان ببانت شرق وتلقى دراسته الجامعية في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية من الهند جامعة « بونا » ، غير أنه مال للغناء والفن فقرر الاحتراف وممارسة الفن وكان ذلك في عام 3991م وصعد على خشبة المسرح القومي بأروع الأغنيات وأعذب الألحان أشهرها «قلبك نوى - لميس - قول الصدق كامل - أمي بكتب ليك رسالة طويلة» بجانب تردديه لأغنيات لكبار الفنانين وإجادتها وخاصة الفنان زيدان إبراهيم الذي برع في أداء أغنياته. ٭ الوزير السموأل والبارودي: الأستاذ السموأل خلف الله وزير الثقافة قال ل(آخر لحظة) إن رحيل الفنان نادر خضر فقدٌ جلل خرج له كل الرجال والنساء بأم درمان، وهو فنان شباب يعتبر سفارة ثقافية، وهو فنان متميز بأخلاقه وأدائه الفني، ودائماً كان في مقدمة الذين يبادرون بعمل الخير والمشاركة في الاحتفالات الوطنية وحمل هم الأغنية السودانية خارج الوطن فكان نجم السودان في أثيوبيا وأريتريا وكل شرق أفريقيا. وكان من المفترض أن يشارك في مهرجان بأثيوبيا في الأيام القادمة وتلقينا برقية تعزية من فناني أثيوبيا في وفاتهم ووعدوا بحضورهم للسودان للتعزية. من جانبه أكد محمد عوض البارودي رئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام أن رحيل فنان الشباب نادر خضر فقد للساحة الفنية، إلا أن عطاءه سوف يكون إرثاً فنياً للأجيال. ٭ الفنانون الكبار والشباب: الفنان سيف الجامعة قال إن نادر من الفنانين المهمومين بقضايا الفن، وكان ينتقي الكلمات ويعتبر من جيل الشباب الناجحين في الغناء، وهو فقد جلل للوسط الفني. بينما قال الفنان محمد ميرغني: الدوام لله.. نادر فنان نادر في معاملته وسمح الأخلاق والمعشر وأخو أخوان و واضح في تعامله، وكان جميلاً باشاً ضاحكاً.. حسين شندي اعتبر فقده كبيراً للوسط الفني وللشباب بقدر ما عطر الساحة الفنية. الفنانون الشباب كانوا حضوراً في التشييع، والحزن على وجوههم.. الفنان عصام محمد نور بدأ منهاراً وباكياً على أكتاف زملائه، فرفور ووليد زاكي الدين بصمتهما صبرا عن حزنهم لرحيل زميل دربهم الفنان نادر خضر، وقالا في صمت إن الفقد جلل والرحيل مر لفنان وأخ وصديق قبل أن يكون زميلاً في الفن. من جانبها قالت الفنانة حنان بلوبلو إن اليوم حزين وهي تتلقى خبر وفاة الفنان الخلوق نادر خضر والذي شرف السودان كثيراً خارج البلاد في أغنياته ذات الإيقاع الخفيف والمطرب والذي جعل له معجبين بأثيوبيا وأريتريا في كثير من حفلاته الخارجية. ٭ درمة وصية نادر خضر: تحدث عنه أيضاً عابدين درمة واصفاً الراحل نادر خضر بالأخ والصديق وابن الحي وأم درمان وأنه قد أوصاه بأن يدفن جوار والدته فكان له ذلك وهو يدعو له بالرحمة والمغفرة ويزفه إلى جنات الخلد عريساً، وأن له أخ سمي بنادر خضر تيمناً بالفنان نادر خضر ولأنه صديق الأسر الذي يفتقدونه اليوم في هذا الصباح الحزين. ٭ الشباب والنساء والأطفال: مقابر حمد النيل اكتظت بالمواطنين الذين تدافعوا لإلقاء النظرة الأخيرة والمشاركة في تشييع الفنان الذي أحبوه وعشقوا أغنياته ورددوها من خلفه وهو يحمل لهم أحلامهم وآمالهم في الكلمات العاطفية والوطنية ذات الإيقاع الجميل.. فجاءوا من الخرطوم وبحري وأم درمان وفاءً له ولرحيله الذي أوجع القلوب فكانت عيونهم تحكي عن ذلك الألم للرحيل المر.. ٭ الرايات الخضراء كانت حضوراً الطرق الصوفية بأم درمان وحمد النيل شاركت في التشييع برجالاتها الذين رفعوا الأكف دعاءً للمرحوم وحملوا أعلامهم عالية مشاركة في التشييع الأخير لابن أم درمان والفتيحاب وبانت، ووصفوه بالشاب الخلوق الذي طالما زار الكل في أفراحهم وأتراحهم.. كان مشهد التشييع وموكب الجنازة مهيباً وهي تنتقل من منزل المرحومة والدتهم من بانت حتى مقابر حمد النيل مشياً على الأقدام لتدافع الناس حتى مثواه الأخير حيث صُلي عليه في قبة مقابر حمد النيل في مشهد حزين. ٭ التنفيذيون والفنانون: وشهد التشييع الفريق أحمد إمام التهامي معتمد أم درمان الذي قدم العزاء في رحيل الفنان الشاب نادر خضر وكذلك وزيرة الدولة بالكهرباء تابيتا بطرس التي تحدثت عن دور الراحل في تقديم الأغنية السودانية بشكل مختلف، كذلك نعاه حمد الريح رئيس اتحاد المهن الموسيقية وكان حزيناً جداً، ومن خلفه زملاءه الفنانون الكبار كمال ترباس وعبد القادر سالم وياسر تمتام وصفوت الجيلي والدكتور عمر خالد والعديد من الفنانين الذين بدا عليهم الحزن والصمت النبيل حزناً للرحيل المفاجيء للفنان نادر الذي وصفوه بالخلوق، وتقاطر أيضاً المسرحيون والإعلاميون إلى مقابر حمد النيل في مشهد حزين لف سماء أم درمان.