أطلق الزميل الصحافي محب ماهر مرشح الرئاسة السابق لاتحاد الصحافيين، والذي جاهد منفرداً لنيل المنصب ولم يحصل على عدد كاف من الأصوات يمكنه من ذلك.. أطلق دعوة للصحافيين الذين سحبوا قرعة المرحلة الثالثة لإسكان الصحافيين لوقفة احتجاجية أمام صندوق الإسكان بولاية الخرطوم، وذلك للزيادات في الأسعار التي أعاد الصندوق تقييمها بعد الاتفاق المبدئي الذي تم بين صندوق الإسكان واتحاد الصحافيين، ورغم أن الزيادة كانت مباغتة للجميع، إلا أن الاتحاد بدأ في تحركات لمعرفة أسباب الزيادة وإرجاع الأسعار للاتفاق الأول الذي كان ما بين «28 و 32 ألف جنيه»، ولم يتباطأ الاتحاد في ذلك، إلا أن الجميع يعلمون القفز المتسارع لأسعار مواد البناء، بل ارتفاع أسعار كل السلع والبضائع في السودان، وبما أن الصندوق أحد المؤسسات غير الربحية.. والتي تسعى لتقديم خدمة الإسكان لمحدودي الدخل، فإن ارتفاع الأسعار لن يستثنيها، بل ويؤثر عليها تأثيراً مباشرا،ً وبما أن قطاع الصحافيين من القطاعات التي يقع عليها إعلام وأخبار وتحليل ما يجري في كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فهو أكثر العارفين والعالمين بالزيادات المضطردة في مواد البناء، وفي التكلفة الحقيقية للبناء، ولا يعقل أن يقف الصندوق مكتوف الأيدي ومغلولها تجاه جنون الأسعار، ويدخل في خسارة لا يحمد عقباها، وتؤثر على القادمين الجدد وتوقف مسيرة الصندوق. سادتي لقد تعامل صندوق الإسكان مع الصحافيين ومنحهم مميزات خاصة، لم يمنحها أي فئة غيرهم، فبينما يدفع المواطن العادي مقدم السكن الاقتصادي «18» ألف جنيه أو تزيد، ويكمل باقي الاقساط في «3» سنوات فقط، وينزع منه المنزل إذا لم يسدد الأقساط في «3» أشهر فقط، أما الصحافيون ووفقاً لاتفاق اتحاد الصحافيين معهم، فهم يدفعون «8» آلاف مقدم، ويسددون بقية المبلغ في «8» سنوات، بالإضافة إلى أنهم يقبلون أعذار الصحافيين عندما يعجزون عن سداد أقساطهم ودونكم الصحافيون الذين امتلكوا المنازل في «2006»، فمنهم من يعجز عن الدفع لسنين عددا قد تصل إلى «5» سنوات.. وظني أن دعوة محب ماهر للصحافيين لا يستفيد منها أي صحافي، بل هي قد توقف استحقاق زملاء آخرين ينتظرون دورهم في السحب.. خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا أن اتحاد الصحافيين ما زال يفاوض الصندوق في ما طرحه من أسعار.. وأتمنى أن لا تأخذ القضية أكثر من حيزها، وأن يحكم الصحافيون عقولهم وليس عواطفهم.. فالقضايا العامة لا تحل بهذه الطرق.. وما هكذا تحل القضايا يا «ماهرنا» ونقيبنا!!