ذكرنا في الحلقة الماضية أن التآمر الإستعماري الغربي الصهيوني هو الذي قضى على تطلعات الأسرة الهاشمية الرامية لتحقيق الوحدة العربية، إلى جانب غرس (اسرائيل) في خاصرة الأردن الغربية، ونمضي لنقول أن هذا التآمر والصراعات الناجمة عنه هو الذي وسم تأريخ الأردن الحديث منذ عهد الملك عبد الله، مروراً بعهود الملك طلال والملك حسين، وصولاً الى عهد الملك الحالي عبد الله الثاني، وذلك على الرغم من معاهدة السلام الأردنية الاسرائيلية التى وقعت عام 1994م في نهاية المفاوضات التى جرت بين الطرفين في وادي عُربة. وقد ظلت المملكة الاردنية الهاشمية تحمل هم قضية العرب المركزية (القضية الفلسطينية) منذ قيامها، بل وحتى قبل تأسيس المملكة نفسها، ونعيد إلى الأذهان ثورة عام 1936م في فلسطين ضد السياسة البريطانية الصهيونية في تشريد عرب فلسطين، وتوطين المهاجرين اليهود أى قبل نكبة 1948م ، فوقتها كان أبناء الأسرة الهاشمية الشريفة هم رأس الرمح في الدفاع عن عروبة فلسطين. وفي العام 1948م كانت الأردن هى فوهة المدفع العربي الموجهة نحو الإستعمار الاستيطاني الصهيوني الناشئ في فلسطين العربية، وكانت الأسرة الهاشمية الشريفة في الأردن، وعلى رأسها الملك عبد الله هى قائدة المقاومة ضد المؤامرة الصهيونية المدعومة والمسنودة من الغرب الامبريالي، في فلسطين الجريحة، وكان العاهل الاردني الملك عبد الله هو قائد الفيالق العربية المقاتلة ضد المؤامرة الغربية- الصهيونية الاستيطانية في فلسطين، ونشير هنا بالفخر! ان أهل السودان آنذاك تداعوا زرافاتٍ ووحدانا إلى الدفاع عن عروبة فلسطين حتى وبلادهم ترزح تحت الإستعمار البريطاني، فاختلطت دماؤهم بدماء اشقائهم الاردنيين، والعرب الآخرين، في معركة الدفاع عن عروبة فلسطين السليبة. ولأسباب وعوامل كثيرة (موضوعية وذاتية) ليس هاهنا مجال لذكرها لها ومن بينها توجهات ومصالح (المجتمع الدولي) آنذاك، نجم عن النكبة تأسيس وتعزيز الكيان الصهيوني الدخيل، وتفاقمت هموم الاخوة في الاردن الشقيق تجاه قضايا العروبة عامةً، وتجاه قضية العرب والمسلمين المركزية (فلسطين) وحتى يوم الناس هذا . ونواصل