لا يخفي علي احد في السودان الشمالي او الجنوبي القرار الذي اصدره مجلس الامن الدولي والذي حمل الرقم 2046 حول النزاع بين الدولتين شمالي وجنوبي السودان حول الحدود ، وخاصة بعد قيام دولة الجنوب بالاعتداء علي الاراضي السودانية ودخولها منطقة هجليج وتدمير بعض المشآت البترولية . اذا نظرنا الي الحادثة فهي ليست عرضية انما تخطيط الهدف منه استمالة الرأي العام الدولي وتدخل مجلس الامن كما حدث وكسب الاصوات داخل المنظومة الامريكية وخاصة مجموعات الضغط التي تأثر بشكل مباشر في السياسة الخارجية الامريكية ، اقدمت دولة الجنوب علي إجتياح هجليج وذلك لمحاولة وقف ضخ البترول السوداني وإرسال رسالة الي الشمال مثلما توقف ضخ بترول الجنوب لابد من وقف بترول الشمال .بالرغم من الخسائر التي مني بها جيش الجنوب الا ان الدولة الجنوبية كسبت ما كانت تخطط له في طبق من ذهب خاصة القرار الذي اصدره مجلس الامن والذي الزم الدولتين بوقف العدائيات وسحب قواتهما من ابيي والعودة الي طاولة المفاوضات بشأن النزاع بين الدولتين ، والزم الحكومة الشمالية بعملية المفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال . لم تكتف بذلك لكن حكومة الجنوب كسبت معظم دول القرن الافريقي خاصة بعد التصريحات التي اطلقها قادة الشمال بتغيير النظام في جوبا مما شكل تهديد مباشر لدولتهم حسب إدعائهم ، وهذا حدث نتيجة للإستفزازات المباشرة التي قام بها قادة دولة الجنوب .رجوع الاطراف الي طاولة التفاوض امراً كان متوقعاً قبل صدور قرار مجلس الامن ، وهو الطريق الوحيد لحل القضايا العالقة بين الشمال والجنوب ، والخاسر هنا هو الشعبين الجنوبي والشمالي ، انت لا تدري عزيزي القارئ حجم الضرر الذي وقع علي الثروة الحيوانية التي تستفيد من المراعي والمياه الطبيعية الواقعة في جنوب السودان والان النفوق بين الماشية بالالاف في عدد من المناطق بين حدود الدولتين. لماذا لا نفتح الحدود وبفتح ابواب التجارة مع الجنوب ويستفيد الجنوب من منتجات الشمال بدلاً من المنتجات اليوغندية ، وهل ولاية مثل ولاية اعلي النيل تستطيع ان تجلب كافة إحتياجاتها من يوغندا عن طريق الطيران عبر جوبا ؟ وكم ستكلف ؟. اني لا اري عيباً ان اقمنا علاقة طبية مع الجنوب ولا اري عيباً واحداً اذا صدرنا بترولهم ولو ب8دولار للبرميل الواحد ، اتركوا الطيب مصطفي ومنبره والاستفزازات الجانبية وفكروا بعقولكم لا بعضلاتكم ، الجنوب دولة وليدة فيجب ان نحتويها ونرعاها بالعلاقة الطيبة والتنازلات الجبارة والسودان للسودانيين .