الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند غير متزوج ولكن له صديقة الأمر الذى شغل الصحافة الفرنسية هل ستكون هي السيدة الأولى من غير زواج؟ هذه قضية والقضية الثانية هو إسم رئيس الوزراء الفرنسي الجديد جان مارك إيرو الذى عينه هولاند فقد أدخل الإسم الصحافة العربية والصحافة الفرنسية فى حيرة وإرتباك وحرج: كيف ينطق الإسم؟ وسبب هذه الحيرة هو أن الإسم الأخير لرئيس الوزراء الفرنسي المعّين يمكن أن يُلفظ على نحو قريب جداً من لفظ باللهجات الدارجة العامية الذى يعني العضو التناسلي للرجل. وحاول الصحفيون العرب خلال ساعات الحيرة تلك إيجاد لفظ صحيح للإسم بعيد قدر الإمكان عن الإختلاط باللفظ العامّي للعضو الذكري. فقد أسمته بعض وسائل الإعلام ب إرو وأسماه آخرون ب إروه، وإختار غيرهم لفظ الحرفين الأخيرين من إسمه، وهما حرفان ساكنان لا يلفظان بالفرنسية، ليصبح ايرولت، كما هو حال إسم السيارة الفرنسية رينو، إذ يلفظها البعض بإسم رينولت. وتنبهت وزارة الخارجية الفرنسية لهذه المشكلة اللفظية وأصدرت بياناً أفتت فيه بنطق الإسم بإستخدام الحرفين الأخيرين، اللام والتاء، ليصبح الإسم أخيرا إيرولت. وجان مارك إيرولت قيادي برلماني مخضرم، يتحدث الألم[انية، مما سيساعده في تحدي سياسة التقشف التي تروج لها برلين. وينتهج إيرولت، مدرس اللغة الألمانية السابق، والحليف القريب للرئيس الإشتراكي فرانسوا هولاند، سياسة براغماتية ساعدته على الحفاظ على وحدة ممثلي الحزب الإشتراكي في البرلمان الفرنسي الذين كان هو زعيمهم منذ عام 1997. وسوف تساعده معرفته باللغة الألمانية على أن يكون وسيطا مع برلين عقب سباق الرئاسة الذي ركز فيه الفائز، هولاند، على رغبته بإعادة التفاوض حول ميثاق ضبط الميزانية الأوربية المستوحى من ألمانيا. إيرولت كان مستشاراً خاصاً لحملة هولاند، وأوكل إليه التنسيق مع أحزاب اليسار الأوروبية وتحديداً مع الحزب الإشتراكي الديمقراطي الألماني المعارض. وكذلك أوكلت له مهمة الإتصال بأحد كبار مستشاري المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين. وتعهد الرئيس هولاند إنه سيعيد لرئيس الوزراء سلطته التي فقدها خلال خمس سنوات من رئاسة نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي السابق، وكذلك يريد إعطاء دور أكبر للبرلمان في التعامل مع أزمة منطقة اليورو. ويحتفظ إرو، وهو إبن عامل مصنع، بمقعد في البرلمان منذ عام 1986، وكان يميل إلى الجناح اليساري في الحزب الإشتراكي، ثم إنتقل إلى جناح الإشتراكيين الديمقراطيين. وبالرغم من أنه عضو فى البرلمان الفرنسي لمدة ستة وعشرين عاماً إلا لم يتبوأ أي حقائب وزارية من قبل. ومن جانب آخر يبدو أن وضع الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند بصديقته فاليري تريرفيلر سيضعه في موقف محرج بحكم الغياب الرسمي للزواج بينهما، فقد أعربت دوائر سياسية ودبلوماسية فرنسية، عن قلقها من هذا الوضع الأمر الذي قد يسبب تعقيداً أو إحراجاً لدى البلدان المحافظة دينيًّا، مثل إندونيسيا والهند والبلدان العربية. ومن جانبها أكدت فاليري تريرفيلر عدم إكتراثها بما يمكن أن يثيره وضعها هذا من مشكلة على الصعيد الدبلوماسي. وقالت إنها تنوي الإستمرار في عملها كصحفية، مؤكدة أن مسألة الزواج هي من شؤون حياتهما الخاصة. والمثير أن فرانسوا كان مرتبطا بسيجولين رويال لمدة 30 عاماً، وأم أولاده الأربعة والتى إنفصل عنها بعد خسارتها لإنتخابات الرئاسة أمام نيكولا ساركوزى منذ خمس سنوات وإرتبط بعدها بالصحفية فى مجلة بارى ماتش فاليرى تريرويلر. وتقول الدوائر السياسية الفرنسية أن هولاند رخوا ويفتقر إلى التجربة، ولكنه فى الآونة الأخيرة غير كثيراً من شخصيته وحتى من شكله فإتبع نظاماً غذائياً وأخذ مظهراً جديداً وخطاباً أكثر قوة، وبالرغم من زيادة شعبيته ومصداقيته إلا أن النقد يطاله فيما يتعلق بميوله للهروب من الصراعات وبأنه لا يملك الكثير من الكاريزما.