لا شك أن حديث الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات العبيد مروح الذي أطلقه يوم أمس الأول عن أوضاع المؤسسات السودانية، والتي وصفها بالمأزومة، قد وجد حيزاً كبيراً في الأوساط الصحافية.. وظني أن هناك من يتفقون معه سراً أو علناً، فبعض المؤسسات الصحافة ينطبق عليها ما قاله الأمين العام بالضبط، بل أن هناك اسوأ من ذلك، وهذا لا يخفي على أحد، خاصة الصحافيين الذين يعانون من تلك « الكناتين» في تصنيفهم وتدريبهم ورفع قدراتهم، وتحديد رواتبهم .. فهناك صحف تعين الصحافيين بمبلغ يخجل قلمي «عن كتابته» حتى «لا ينكشف» وضعنا أكثر من ذلك.. المهم سادتي .. مازلنا نتفق مع المروح بأن أوضاع الصحف السودانية مأزومة فعلاً، ولكنني استغرب عندما يكون العبيد مروح الأمين العام لمجلس الصحافة هو الذي يمنح الصحف حق الصدور، أو تصديق الصدور، بعد أن تستوفي الشروط أو عدداً من المطلوبات التي يصر عليها المجلس، ولا تمنح الصحيفة التصديق إلا بها.. بل أنه يتابع الصحف بصورة سنوية لتجديد التصديق، حيث أنه من المفترض أن تتم من قبلهم زيارة الصحيفة، والوقوف على حالتها، وحالة الصحافيين بها.. لكن للأسف لم نسمع بزيارة تتم لإحدى الصحف إلا نادراً .. مع أن هناك دور صحف وأحوال صحيفة غير مطابقة، يمكن أن تُحسم في زيارة واحدة، فهي تفتقر الى كل مقومات الصدور، وتنتهك فيها حقوق كل العاملين، خاصة فيما يتعلق بالمرتبات، التي لا تمنح- مع ضعفها- في مواعيدها. لكن للأسف المجلس يصم آذانه عن ذلك، كأنه يريد من الصحافين أن يصلوا إليه ويقدموا الشكاوي التي ستكون عاقبتها وخيمه عليه.. لهذا ولأشياء كثيرة نقول.. إن هذا التصريح لم يكن موفقاً.. لاحظ أنني لم أقل «لم يكن صحيحاً»، بل هو صحيح. لكن عدم التوفيق لازمه.. حيث أنه من حقه إيقاف صدور كل صحيفة يرى أنها «كنتين»-كما قال- لأنه هو الذي صدق لها بالصدور، والقوانين واللوائح تخول له إيقافها، وإلا فليكن اتجاهه غير ذلك، وهو ترك تلك الكناتين تعمل، ويقدم هو استقالته أليس كذلك سيدي!!.. نحن حتى الآن لم نسمع عن صرف مستحقات الصحافيين الذين توقفت صحيفتهم عن الصدور من مال التأمين الذي يستقطع لهذا الغرض؟ لماذا مجرد سؤال!!؟