ولأننا في آخر الزمان.. فإن العام يمر كالشهر.. والشهر كاليوم.. واليوم كالساعة..! فأنا لازلت أذكر أول يوم في رمضان المنصرم وكأنه بالأمس.. بأمطاره الغزيرة التي حولت الحي.. «بقدرة قادر إلى فينيسيا.. أو البندقية».. ولم يكن ينقصنا سوى المراكب من علاليل أب روف..»..! وإن كانت بشريات هذا العام تترى بعدما نجحت ولاية الخرطوم والمحلية «بدعم من رجال أفذاذ اختصهم الله بقضاء حوائج الناس..» في أن تعيد ردم الشوارع.. وفتح وإعادة تأهيل كثير من المصارف.. وإن كنا نأمل.. زيادة العمل في المصارف لمنع تراكم المياه.. «ولكن العافية درجات».. ولابد أن نثمن الدور الكبير الذي يقوم به والي الخرطوم.. «عبد الرحمن الخضر» الذي يواصل الليل بالنهار.. وينام بعينين مفتوحتين... لمعالجة أخطاء.. متراكمة على مر السنين في كل البنيات التحتية.. خصوصاً شبكات الصرف.. ناهيك جهده المتواصل لإنفاذ آلاف الأجندة المطروحة وكلها من أولويات المواطن... وقد نجح إلى حدٍ كبير في الإمساك بكل الخيوط التي تحرك المشهد العام في مسرح الحياة... ولكم أثلجت صدري.. قراراته الحاسمة التي نفذها.. في بداية العام الدراسي... بضرورة الإجلاس.. وتوفير الكراس..! وفرضه الغرامات على الشركات المنفذة التي عجزت عن رفع الأنقاض وبقايا الحفريات.. «فالعمل في السودان لا يحتاج فقط لإداري محنك.. برؤية نافذة.. وقدرة تنفيذية.. بل يتطلب السيطرة والمراقبة والمحاسبة للفئات المنفذة.. في مدى زمني محدد بلا إبطاء أو تلكؤ.. وفرض عقوبات صارمة لكل من يتأخر...! اذا أردت ان تعرف الإمكانات الحقيقية للعمالة السودانية.. فيجب أن تشاهدهم وتراقبهم وهم يعملون خارج السودان.. حيث لا تهاون.. ولا مجاملة.. ولا أعذار.. عمل ولا شيء غير العمل.. واحترام للمواعيد بدقة متناهية..! وقد عرف السيد الوالي... أين يكمن بعض الداء...! ولابد من معرفة.. بقية الأسباب.. لمعالجتها! ولأن بن آدم اذا وجد القليل طلب الكثير.. فإننا لا نزال نأمل أن يشهد شهر رمضان انخفاضاً في الأسعار بالنسبة للسلع الضرورية.. اللحوم والفاكهة.. فإنها تثقل كاهل المواطن.. وإنفاذ قرارات حاسمة على الأسواق.. والتجار وكل من يتلاعب بقوت الشعب.. وعمل نقاط لمراقبة الأسعار!! والأولى من كل ذلك أن نتخلق جميعنا بأخلاق الشهر الفضيل... «فالإخلاص في العبادة هو مناط القبول..».. لأنها تتم بالجوارح والروح.. ولا يملك الجسد إلا آلية التنفيذ».. فجوهر الصيام هو كف الجوارح.. والإمتناع عن اللغو.. وفاحش القول.. الغيبة والنميمة وسائر المحرمات.. «فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش..». والملاحظ أن الشارع العام في رمضان تكثر فيه بعض الظواهر التي لا تليق بحرمة الشهر الكريم.. ولا سائر الشهور! مثل سباب سائقي المركبات لبعضهم واستشعار الضيق والزهج.. والاستعجال... والقيادة بسرعة... خصوصاً مع اقتراب موعد الإفطار..! وكلها ممارسات تدل على الجهل بمعرفة الحكمة الحقيقية من الصوم.. وهو تنزيه الجوارح.. والارتقاء بالنفس للتحلي بفضائل الصفات كالصبر وتحمل الأذى... والشعور بالمحرومين.. لترق الطباع.. وتصفو القلوب.. ويكف اللسان وتقمع الشهوات.. وإلا فلا حاجة لترك الطعام والشراب!! زاوية أخيرة: من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. جزاك الله خيراً سيدي الوالي.. فإن الإنسان ما يزال يشكر على النعمة إلا وتوالت النعم!.