نعم نحن مع «سيرغي بندر شوك».. ونعم إنه إذا اتحد الأشرار فبالضرورة أن يتحد الأخيار ليكونوا قوة مقابلة».. وبالأمس تحدثنا عن ذاك المعسكر.. بل الاتحاد الرافض للسلام.. الواله المتوله الشغوف بالحرب والموت وتطاير الأشلاء.. الذي تبهجه رائحة وروائح الحنوط.. تبهجه طوابير النعوش.. تطربه أغاني الحماسة.. المنحازة للموت ضد روعة وعظمة الحياة.. ينشدون ويبتهجون.. بل يعرضون «الصقرية» وهم يهدرون «دخلوها وصقيرا حام».. ويا له من معسكر.. والآن دعونا نقيم وننشيء ونؤسس معسكراً سلاحه القلم.. فقط القلم.. ذخيرته المداد.. فقط المداد.. نقابل في بسالة ذاك المعسكر.. لن نسمح له مطلقاً بهزيمتنا.. معسكر يقف بقوة المنطق.. بالخوف على الوطن.. خلف «كرتي» في معركته العاقلة.. الرصينة.. العقلانية لشرح موقف السودان.. لكل عقول وقلوب العالم.. حيث يصنع القرار.. وحيث يطبخ الفعل.. وحيث لا مكان لعملة الهياج والتهييج.. إن الوطن الآن وفي هذه الأيام.. أيام التفاوض في العاصمة أديس أبابا.. إن هذا الوطن يبحر في بحار تئن فيها الرياح ونخشى أن يضيع فيها المجداف والملاّح.. لذا يكون دعمنا.. أو وقوفنا ليس خلف كرتي وحده.. بل حتى خلف وفدنا للتفاوض.. الذي وجد ثقة لا محدودة من قيادة الدولة ممثلة في رئيسها ونائبه الأول.. ولست أدري لماذا يصمت الناس وتخرس الأقلام في وجه ذاك الزعيق والتخوين والسباب.. لماذا أصوات أولئك طاغية وعالية مع أنها أصوات تمجد الحرب وتدعو للخراب.. نعم لقد التأمت الجبهة العريضة للوقوف خلف «كرتي» الذي يمثل الدبلوماسية.. بل هو الذي يطل على العالم متحدثاً بلسان السودان.. تقف هذه الجبهة داعمة ومؤازرة لوفد التفاوض في أديس أبابا.. وحتى لا تنفجر «عبوات» التخوين والسباب في وجوهنا.. نقول إننا ومنذ فجر الدنيا.. لا نعرف من يدافع عن الوطن.. عن أرضه.. عن عرضه.. عن سمائه غير القوات المسلحة.. وبالله عليكم متى احتاجت القوات المسلحة لإذن برد عدوان أو دحر أعداء أو الدفاع عن وطن ظللنا طول عمرنا ننشد مع إسماعيل عبد المعين.. بلادنا جميلة فاتنانا.. عليها يجب تفانينا.. نعم إن القوات المسلحة أصابعها أبداً على الزناد رغم قاعات التفاوض المغلقة.. وكذا كل الدول المتحضرة.. تلك التي تفاوض بحروف وكلمات.. وبأيدٍ هي أبداً على مواسير ومفاتيح أبواب الجحيم وقواعد ومنصات إطلاق ألسنة اللهب.. وخيراً لنا.. وللوطن.. أن نحصل بالحوار على الذي نريد من سلام وحل قضايا عالقة.. وحسن جوار.. أن نحصل عليه بالحوار بديلاً لبشاعة الحرب واشتعال السماء باللهب.. سنكون دعاة لسلام.. وحوار مهما تطاولت أيامه.. مهما ادلهمت لياليه.. مهما تعثرت خطوات مشاويره.. نكون دعماً له في رصانة في حروف نظيفة.. في مفردات رفيعة وأنيقة.. بعيداً عن أي تهاتر أو انزلاق لسجالات ومساجلات بائسة وغبية.. هدفنا الأول والألف والأخير هو سلامة الوطن.. وسلامة وأمن مواطنيه.. الآن بالله عليكم.. على كل من يدعم هذا الخط أن يبدأ فوراً في دعم الدبلوماسية السودانية.. أن يقف بقوة خلف وفد التفاوض.. وبما أني صاحب الاقتراح.. دعوني أرشح أستاذي عادل الباز ليكون رئيساً لهذه الجبهة.. ثم لكم ودي..