واليوم حديثنا مباشرة للبروف إبراهيم أحمد عمر.. وله أولاً نقدم التحايا والود والسلام.. ونبدأ بالحقيقة التاريخية تلك التي لا تنتطح في صحتها عنزان.. وهي أن الحكم القائم الآن.. ومنذ بداية إعصار الإنقاذ وحتى هذه اللحظة الراهنة.. هو حكم الإسلاميين.. بل هو تحديداً حكم الحركة الإسلامية السودانية.. والتي هي الشجرة التي نمت وشبت وتفرعت ولا أقول تفرعنت.. من بذرة الإخوان المسلمين.. و«عليك الله» يا بروف لا تحدثنا عن «الحكومة العريضة» أو تلك الأحزاب التي تشظت من الأحزاب الأم ثم هرولت وركضت نحو بحيرة الحركة الإسلامية.. أنا أعلم أنك تعلم ذلك.. بل إنك تعرف أن كل هذه الأحزاب مجتمعة المتحالفة مع الحركة الإسلامية.. لا ولم ولن تقوى على منع قرار واحد يرى صحته «الإخوان».. ولن تصنع قراراً واحداً لا يراه الأحبة الإسلاميون.. ومن هذا ولهذا.. نقول بقلب «قوي» إنكم تتحملون كل الذي جرى في الوطن منذ عقدين من الزمان وتزيد.. كان ذلك خيراً عميماً أو شراً مستطيراً.. أو خليطاً ومزيجاً من هذا وذاك.. آمل أن لا يكون طعمه كطعم ذاك «المزيج» الذي كنا نشربه «بكيزان الطلس» الصغيرة ونحن أطفال في الأولية عندما نذهب للاستشفاء أو العلاج في مستشفى أم درمان. ثم نبدأ معك موضوعنا الرئيسي.. وهو حديثك عبر الحوارات.. أو الإفادات في الصحف السيارة.. فنقول.. لقد «مسحت» الإنقاذ من حلوقنا طعم الدهشة.. اللذيذ.. بل بتنا نشتهي ونتمنى «الدهشة» التي لا نجدها إلا عندما نتلمظ كلمات الحبيب الصديق البديع الأنيق عمر الدوش.. وهو يذيق ألستنا بالعسل المصفى عندما نردد كلماته.. وأمتع روحي بالدهشة.. ولكن أنت الآن أدهشتنا.. حين تقول.. بل حيث قلت.. إن البعض يتحدث عن الفساد ليدمغ الحركة الإسلامية كلها به.. وأدهشتنا لأن هذا الحديث صادر منك شخصياً وأنت الرزين الحصيف.. وليس من «إخوانك» من الذين يرون كل صيحة عليهم. يا بروف.. إن كل قضايا الفساد التي ظللت سماء الوطن.. تلك التي انفجرت كما البركان.. لم تصدر من قوى المعارضة.. ولا من قبيلة المخذلين.. والمثبطين أعداء الوطن والدين.. لم تخرج مطلقاً من مطابخ الحلف الصليبي.. ولا من دهاليز دول الاستكبار وكهوف الصهيونية.. لم يقذف بها في وجه بعض «الإخوان» حزب الأمة القومي.. ولا من أوكار الشيوعيين.. والأحبة البعثيين.. كما أنها لم يصنعها من العدم حتى حزب مولانا.. ذاك الذي وهبكم ثمرة الفؤاد الحسيب النسيب جعفر الصادق.. الذي يتجول الآن في ممرات القصر المكسوة بالموكيت.. ولك بعد الآن أن تسأل.. من أي جحر أو ثقب للأرض انسلت هذه الاتهامات.. ونحن نجيبك.. لقد خرجت من إخوة لكم.. جمعتكم بهم أخوة التنظيم وعقيدة الولاء والوفاء لتنظيمكم المنيع العصي على الاختراق المحصن بحره من الغواصات.. الأسماء عندك سيدي.. والأرقام طوع بنانك وأنت تقلب صفحات الصحف «وما في شيء غريب والعسير ميسر».. لم يتوارَ من أطلق أي اتهام خلف الستارة المعهودة والمكتوب عليها «مصدر عليم».. بل كان اسماً بالكلمة والصورة.. وتبلغ شجاعة بعض إخوانكم أولئك الذين قذفوا اتهامات الفساد.. تبلغ شجاعتهم بأنهم اتهموا فلاناً بالاسم والوظيفة.. ولعلك الآن قد استرجعت صدى كلمات قالها أحد القياديين في حزبكم وكانت تحديداً.. «الذين يرمون حزبهم من خارج الأسوار».. مع السلامة وبكرة نلتقي بالكلمة والصوت والصورة..