مهنة صناعة العيون لا تدرس فى الجامعات وعلى الراغب فى إمتهانها أن يخضع لتدريب عملى لنحو 10 آلاف ساعة أو خمس سنوات، وتمزج هذه الوظيفة بين مجالات الفن والعلم، ومن لديهم لمسة إبداعية ومعرفة تشريحية هم فقط من يمكنه صناعة عين تشبه تلك التي تعطي نعمة البصر. وُيسمى من يمتهن صناعة العيون فني عيون تجميلية،. وفنيو صناعة العيون لا يتجاوز عددهم بضع مئات فى العالم. والعين الصناعية وتسمى أيضاً العين التجميلية هي صدفة نصف كرويه الشكل تتكون من القزحية وهي العدسه وبداخلها البؤبؤ والصلبة وهي بياض العين. وتكون سماكتها مختلفه حسب حاجة المريض، وتصنع من ماده إكريليكية، وهي نفس المادة التي تصنع منها أطقم الأسنان المتحركة. ومن الأفكار الخاطئة المنتشرة عند الناس أن العيون الصناعية الحديثة مصنوعة من الزجاج، وكانت قبل حوالي خمسين عاما تصنع من الزجاج، ولكن مع تطور العلم تمكن الخبراء من تطويرها وأصبحا تصنع من مادة الإكريل وهي مادة يتقبلها جسم الانسان، والقطعة الوحيدة غير الأكريليك هي خيوط الحرير التي يوضع على سطح العين لمحاكاة الأوردة. وقبل حوالي خمسين عاما كانت العيون الصناعية تصنع من الزجاج ولكن مع تطور العلم تمكن الخبراء من تطويرها، كما قلنا، إلى مادة الإكريل. وكانت هذه العيون تصنع في مصانع بأحجام وألوان مختلفة وتباع في بعض عيادات العيون ومحلات النظارات. أما الآن فهناك من يقومون بتصنيعها بمقاسات وألوان مناسبة للمريض المحتاج لها، ليخرج المريض بعد تركيبها وكأنه سليم تماما لايستطيع تمييزه أي شخص لا يعرفه من قبل, وهو لا يرى بها فقط بل يعود إلى شكله الطبيعي تماما. ويستطيع المريض إخراج وتركيب العين الصناعية بيده، إضافة إلى أنها تتحرك يميناً ويساراً مع حركة عينه. وهناك إعتقاد لدى البعض أنه لابد من إستئصال وإزالة العين المصابة لتركيب العين الصناعية، ولكن هذا الإعتقاد خاطئ فيمكن تركيبها فوق العين الطبيعية التي أصيبت بضمور حتى لو كان بسيطاً، كما يمكن تركيبها في حال إستئصال العين أو تفريغها. وهناك بعض الحالات لمرضى أصيبوا بورم خبيث في العين إستدعى إستئصال العين والجفون وجزء من الوجه ففى هذه الحالة يتم تركيب عين وجفون والجزء المفقود من الوجه بشكل صناعي وتسمى هذه الحالات التعويض الوجهي. وللعيون أسرار ولغات بحسب إختلاف ألوانها، فقد قيل أن العيون الواسعة الكبيرة تدل علي الذكاء وحب الإستطلاع، والعيون الصغيرة الضيقة تدل علي حدة العاطفة والنشاط الموفور، أما العيون المستديرة فتدل علي الكسل وبطء الفهم والتسرع فى الحكم علي الأشياء. وتدل العيون المستطيلة علي الرقة وسعة الحيلة وهى تشبه فى شكلها حبة اللوز، ويتميز صاحب العيون السوداء بكثرة التفكير العميق ورهاقة الحس وحب التأمل والذكاء. وصاحب العيون الخضراء سريع الإنفعال، وحاد المزاج، وطيب القلب، وسريع الرضا، ولكنه متفائل يحب المرح كثيراً، وهذا النوع هو مضرب المثل فى جمال العيون. وبيدو دائماً صاحب العيون الزرقاء فى حالة من التأمل والتخيل لذا فأن حياته سلسلة متصلة الحلقات من الآحلام كما يبدو هادئاً دائماً. وصاحب العيون العسلية أو الرمادية ذو شخصية قوية ومتزن في تصرفاته. وهناك أيضاً العيون الكبيرة، والعيون المخبأة، أي العيون الغائصة تحت قوسي الحاجبين وصاحبها رجل كتوم ومتحفظ ، يجد صعوبة في أن يثق بالآخرين، وهو رجل متريّث ورصين ، يأخذ الكثير من الوقت للتفكير وإختيار الأفضل، ولديه قدرة فائقة على التحليل، وحسّ الموضوعية لديه لا يضاهى. أما صاحب العيون الصغيرة فهو رجل يعتمد كثيراً على التفاصيل، مما يتطلب ممن ترافقه حرصاً كبيراً على إختيار ملابسها، وعلى طريقة كلامها وعلى عباراتها، وهو عادة رجل دقيق ومتطلب.