حملت الصحف السيارة السودانية خبراً مثيراً للدهشة.. حيث جاء بالخبر (حضور مفاجيء لعقار وعرمان إلى أديس أبابا مقر التفاوض بين حكومة السودان الشمالي والجنوبي تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.. أين المفاجأة هنا يا محررو الأخبار؟.. علماً بأن كل الصحف أوردت قرار مجلس الأمن نصاً.. والذي أشار بكل وضوح إلى أن الحركة الشعبية قطاع الشمال.. لابد أن تجلس لتفاوض الحكومة الشمالية واعتماد الاتفاق الذي وقع مسبقاً بين عقار ونافع.. هذا ما اأشار إليه القرار.. إلا أن الحكومة السودانية لا تتعامل بفقه العلاج الجذري لأية قضية إنما تميل إلى استعمال المسكنات التي بموجبها تعرض الجسد السوداني إلى مباديء حصوة كبيرة في طريقها للتحجر ويصعب استئصالها. وحملت صحفٌ أخرى أخباراً تقلل من تاثير وصول عقار وعرمان لمقر التفاوض.. حيث جاء بالخبر (قلل المؤتمر الوطني من تأثير وصول مالك عقار وياسر سعيد عرمان إلى مقر التفاوض بأديس أبابا، ووصف الناطق الرسمي باسم الحزب الحاكم أمين الإعلام بدر الدين أحمد وصولوهما بالأمر الطبيعي، فضلاً عن أنه رد فعل طبيعي لقرار دولة الجنوب القاضي بطرد الجبهة الثورية والحركات المتمردة التي تناصب الخرطوم العداء من أراضيها، وأكد اأن حضورهما جاء بناءً على دعوة من الوسيط الأفريقي بالإضافة إلى استفادتهما من تضمين قطاع الشمال في قرار مجلس الأمن.. بيد أنه أكد أنهم ليسوا جزءاً من وفد المفاوضات بين الدولتين). تصريح مربك ومتناقض للناطق الرسمي للحزب الحاكم، كيف يستقيم العود والظل أعوج؟.. حضور وفد التفاوض جاء بناءً على قرار مجلس الأمن، والذي جاء بوفد حكومة الشمال وحكومة الجنوب جاء بمالك عقار وعرمان، كأنما يرد عقار ويقول لبدر الدين الذي جاء بك إلى أديس هو كذلك جاء بي أنا كي نتفاوض من أجل حل المشكلة التي نتحارب ونريق الدماء من أجلها. نحن شعب السودان وشعب جنوب كردفان وشعب الحزب الحاكم شبعنا في البؤس والشقاء. ارحمونا.. فلننطلق وتفتح طاولة أخرى للتفاوض يا بدر الدين بين قطاع الشمال وقطاع الشمال في السودان الشمالي.. والحوار أرحب من لغة القتل والتشريد والتدويل.. وليست هناك حرب أبدية يا بدر الدين بدر التمام والكمال.. كلنا شعب السودان وكلنا وطني وكلنا هارون أو كما قال.