وما زلنا نقدم روشتة النجاة والخلاص للإنقاذ.. وما زلنا نضيء لها بمصابيح لتخرج من هذا النفق المظلم الذي سعت إليه طائعة مختارة بأقدامها.. فقد تصور أو توهم الإنقاذيون وبعد أن جرى بين أيديهم سيل النفط.. أنهم قد صاروا مثل الولاياتالمتحدة.. ترفاً مترفاً وثراءً فاحشاً.. وبالأمس شيعنا إلى مثواها الأخير وزارة الإعلام.. وأغلقنا كل مكاتبها وسرحنا جيشها الذي هو أكثر عدداً من الجيوش المغربية.. التي هز هديرها الجميل تاج السر الحسن في أنشودته الخالدة آسيا وأفريقيا.. واليوم نحفر.. بل حفرنا قبر وزارة الشباب والرياضة.. وكالعادة نحيلكم مباشرة إلى تلك البلاد التي تموت من بردها الحيتان.. نذهب إلى المملكة المتحدة.. وتحديداً فقط الجزيرة الإنجليزية.. لا نجد أثراً لوزارة اسمها الشباب والرياضة.. هناك مؤسسات رهيبة.. ثرية مترفة.. فاعلة وماهرة هي التي تدير كل ذاك النشاط الرياضي.. الذي تلاحقه وتتابعه عيون الملايين من سكان الكوكب.. ورغم عدم وجود وزارة للرياضة وعدم وجود وزير للرياضة.. إلا أن الذين يركضون على روعة العشب الأخضر هم محط أنظار ومحور أفكار كل شباب الدنيا.. بل كان الانتماء للفرق الرياضية التي تتنافس في الدوري الإنجليزي كان من وراء البحار.. حتى هنا في السودان هناك من يذوب وجداً في لفربول.. وآخر تكاد أنفاسه وروحه تخرج إذا خرج مانشيستر يونايتد من دوري أبطال أوربا.. وهناك حتى الملكة ولا حتى ديفيد كمرون رئيس الحكومة لا يستطيع الغاء بطاقة صفراء للاعب.. ولا تستطيع الملكة نفسها أن تؤجل مباراة لساعة واحدة حتى وإن تصادف ذلك يوم جلوسها على العرش.. نعم يجب أن يكون هناك مجلس أعلى للرياضة بعدد محدود من الأعضاء وتماماً كما هو الحال في جمهورية مصر العربية التي لا وزارة رياضة بها.. ورغم ذلك تتقدمنا بسنة ضوئية.. إذن دعونا نلغي من خارطة مجلس الوزراء وزارة الشباب والرياضة وبذلك أكون قد وفرت لكم كم مليار جنيه كانت تذهب هباءً منثوراً.. ونأتي إلى وزارة السياحة.. وحتى لا «يشب لي أحدهم» في حلقي أقول.. ألغوا وزارة السياحة الاتحادية.. واكتفوا فقط بوزارات ولائية في الولايات.. وحتى في الولايات الولائية يجب أن لا تكون «مطلوقة» وفي كل ولاية.. تكون الوزارات في تلك الولايات ذات الجذب السياحي.. يعني أن تكون وزارة للسياحة في البحر الأحمر.. وأخرى في ولاية سنار.. حيث حظيرة الدندر وثالثة في نهر النيل والشمالية ذات الآثار والطرابيل والمباني العتيقة التاريخية.. ولا بأس أن تكون وزارة للسياحة في جنوب دارفور.. ولا بأس أن تكون وزارة للسياحة في كسلا.. وبالله عليكم أي سياحة تلك التي في الخرطوم.. وماذا بها غير المتحف القومي الذي بات أطلالاً ومبنى دارساً.. إذن إلغاء وزارة السياحة الاتحادية مطلب شعبي.. وصيانة للمال الذي كان يتدفق في أرض لا تنبت كلأ.. ثم أهييء زينتي وأعد مفتخر الثياب.. لأدلف إلى وزارة التعاون الدولي حاملاً معي مفتاحاً مقاس ألف لأحلحل صواميلها صامولة صامولة.. وأنقل كل «عفشها» على دفارات لألحقها بوزارة الخارجية لتكون مكتباً أو قسماً يتبع لوزارة الخارجية.. مع تسريح كل العاملين باستثناء عدد محدد جداً يشغل حجرة أو حجرتين في الخارجية مع وداع حار لوزيرها ولا بأس أن قدمنا له درعاً أو وشاحاً وخطاباً رقيقاً نشكره فيه على فترته الطيبة التي كان يشغل فيها منصب الوزير لتلك الوزارة.. وتماماً كما فعلنا بوزارة التعاون الدولي.. نفعل ذات الشيء في وزارة التجارة لنلحقها بوزارة الصناعة.. كما كان سائداً في فترة ذهبية سابقة.. ولكم أن تتصوروا كم وفرت لكم من أموال متلتلة.. تئن من ثقلها الجمال وليست الجبال..