لم تخل قصص البيت الأبيض البعيدة عن السياسة من دور بارز لحيوانات أليفة صارت بحكم عيشها في مركز القرار السياسي الأميركي من المشاهير. وقد عرفت الولاياتالمتحدة حتى الآن 43 رئيسا أكثر من نصفهم إمتلكوا كلاباً في البيت الأبيض، كان أولهم جورج واشنطن الذي إمتلك عشرة كلاب. وقد قدم الرئيس السابق هاري اس ترومان نصيحة بسيطة ذات يوم لا يزال جميع خلفائه حتى يومنا هذا يتبعونها وهي أنك إذا أردت صديقاً في واشنطن عليك بشراء كلب، في حين جزم الرئيس كالفن كوليدج بأن أي شخص لا يحب الكلاب لا يستحق أن يدخل البيت الأبيض على الإطلاق. كما تعاقب على البيت الأبيض نحو 400 حيوان أليف، حتى أن البيت الأبيض أقام متحفاً يعرض فيه صوراً للحيوانات الأولى الأليفة. وقد سكنت البيت الأبيض الحمير الوحشية والتماسيح الصغيرة، كما إقتنى الرئيس السابق توماس جيفرسون دبين داخل قفص في حديقة البيت الأبيض، وكان لديه (ببغاء) بارع في محاكاة أصوات الطيور الأخرى. بينما إحتفظ الرئيس السابق جون كوينسي آدامز بتمساح في حوض للإستحمام داخل المقر الرئاسي، أما حيوان الرئيس السابق كالفين كوليدج المفضّل، فهو الراكون. وكان بنجامين هاريسون يملك(معزة) كانت تجر عربة أحفاده وتتجول بهم في حديقة البيت الأبيض. أما أبناء الرئيس السابق تيودور روزفلت فأدخلوا مهراً الى مصعد البيت الأبيض للترفيه عن قريبهم. وعندما مات كلباه المفضلان في حادث سيارة، قام بدفنهما في مقبرة العائلة قائلاً في صوت حزين إنهما يعتبران من أفراد العائلة ولذا يجب دفنهما في نفس المقابر. ومن أغرب الحيوانات الأليفة الأولى التي تعاقبت على البيت الأبيض، هي تلك التي تخص الرئيس السابق مارتين فان بورين، الذي إمتلك إثنين من صغار النمور حصل عليهما، هدية من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان. وكان بعض الرؤساء الأميركيين على تعلق شديد بحيواناتهم الأليفة ومنهم الرئيس ابراهام لينكولن الذي كان متعلقاً بكلبته هاني، أو عسل، التي أنقذت حياته عندما كان فتى يافعاً وسقط في كهف مهجور فجلبت له المساعدة، وهذا ما دفعه لاحقاً وعندما دخل البيت الأبيض إلى الاحتفاظ بكلب، كما أنه كان من محبي الخيول. وعند وفاة كلبة بوش المفضلة سبوت عن عمر ناهز 11 سنة تم إجراء مراسم دفن وعزاء لها خلال تلك الأيام، حيث دفنت في معقل الرئيس في تكساس بحضور شخصيات سياسية وعسكرية، وكانت سبوت محظوظة بعد أن عاشت 4 سنوات في بيت الرئاسة فقد ولدت في البيت الأبيض من أمها ميلي وهي كلبة جورج بوش الأب. وقد عرف عن الرئيس رونالد ريجان ولعه بالحيوانات الأليفة حيث عاش مع الكلب راف وهو كلب من فصيلة فرنسية، إلى جانب بعض الكلاب الأميركية والقطط. أما الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون فقد عاش بصحبة عائلته مع بعض الكلاب والقطط ومنها الكلبة فيكي وهي من سلالة البودل الفرنسية التي كان لها شهرة كبيرة في الصحف الأمريكية آنذاك. ومن كلابه أيضاً الكلب كينج الذي أسماه نيكسون على إسم قرية في أيرلندا. أما الرئيس كلينتون فكان يمتلك كلباً ولكنه مات في حادث فاقتنى قطة تدعى سوكس بدلاً منه، وقد نصحه خبراء الدعاية أثناء الإنتخابات بالتخلص من قطته وإقتناء كلب بإعتبار أنه ومنذ عام 1933 أي منذ عهد روزفلت كان كل رؤساء أمريكا السابقين يمتلكون كلاباً عدا إثنين هما فورد وكارتر اللذان لا يذكرهما أحد، ولكن كلينتون أصر على وجود القطة. وعندما فاز أدرك المحللون أن ثمة تغيير قد حدث في مزاج الشعب الأمريكي وفي النظام العالمي كذلك، وأن عصر القطط سيفرض نفسه على العالم، حتى جاء وقت إقتنى فيه كلينتون الكلب بادي الذي إنضم إلى الأسرة عام 1997 في خضم أحداث فضيحة مونيكا لوينسكي.