لم تخل قصص البيت الأبيض البعيدة عن السياسة من دور بارز لحيوانات أليفة صارت بحكم عيشها في مركز القرار السياسي الأميركي من المشاهير. وقد عرفت الولاياتالمتحدة حتى الآن 43 رئيساً أكثر من نصفهم إمتلكوا كلاباً في البيت الأبيض، كان أولهم جورج واشنطن الذي إمتلك عشرة كلاب. وقد قدم الرئيس السابق هاري اس ترومان نصيحة بسيطة ذات يوم لا يزال جميع خلفائه حتى يومنا هذا يتبعونها وهي أنك إذا أردت صديقاً في واشنطن عليك بشراء كلب.. وإلى جانب كونها إكسسواراً مميزاً داخل البيت الأبيض، كان للكلاب أدواراً مختلفة في السياسة الخارجية، فأثناء الحرب العالمية الأولى عهد الرئيس وودرو ويلسون لنعجته بمهمة جز عشب حديقة البيت الأبيض وذلك من أجل توفير راتب الجنايني، كما كان يطلب من عامة الشعب من أجل دعم المجهود الحربي. وساعدت الحيوانات على التقارب بين الولاياتالمتحدة والإتحاد السوفيتي عندما أهدى الزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف كارولين الابنة الصغرى للرئيس الأميركي جون كنيدي كلبة فضائية هي بوشينكا التي كانت أمها ستريكا قد طارت إلى الفضاء على متن سفينة الفضاء سبوتنيك 5. وكانت بوشينكا أو فلوفي بمثابة عرض للسلام بعد أزمة الصواريخ الكوبية. قبل كنيدي الهدية مسروراً لكن فقط بعد أن تم تفتيش جسمها بدقة بحثا عن أية أجهزة تنصت. و كما كان لدى كارولين كنيدي(مهراً)أطلق عليه إسم ماكاروني كانت تمتطيه في حدائق البيت الابيض. وكان الرئيس وليام هوار تافت يربي بقرة في البيت الأبيض ليحصل منها على اللبن طازجاً، في وقت لم تكن فيه المعلبات وعلب اللبن قد ظهرت بعد.. وهو الأمر الذي فسر عدم إهتمام الرئيس تافت على السفر إلى بقية الولايات ومغادرة البيت الأبيض، لصعوبة شحن بقرته المفضلة لتكون في خدمته دائماً. أما الرئيس وودرو ويلسون فكان يهتم أكثر بتربية الأغنام .. وكان مشهداً عادياً أن تقتحم عنزة حجرة الاجتماعات بالبيت الأبيض وتسرح بين المقاعد وتستمع إلى ما يقال في تلك الاجتماعات دون أن يجرؤ أحد على إخراجها أو إغضاب الرئيس. أما الرئيس أندرو جونسون فكان مغرماً بتربية أسرة من الفئران، وكان مكانها المفضل جيبه أو تحت قبعته. وبالطبع كان مسموحاً لها بالتواجد في كل مكان، ولو كان يحمل عبارة سري جداً وهو ما لم يكن مسموحاً لنصف رجال الرئيس على الأقل. ويقول بعض الخبثاء إن هواية الرئيس أندرو بتربية الفئران كان سببها تراث العائلة القديم، فقد كان جد الرئيس يعمل حاوياً.. وكانت تربية الفئران لعبته المفضلة. عندما كان كلب الرئيس فورد يدخل إلى المكتب البيضاوي للعب كان زائرو الرئيس يعرفون أن مقابلتهم مع رئيس الدولة قد إنتهت. وقام روزفلت بعدها بتربية (كانجرو)، وكان روزفلت يؤكد للروس أنه يوماً ما سيقفز على نظرياتهم الشيوعية ويهدمها. وأثبتت إحصائيات الرأي أن هناك أميركي واحد على الأقل من بين كل ثلاثة أميركيين ممن يملكون الكلاب يتابعون أخبار كلاب الرؤساء وأسلوب معاملتهم، ما ينعكس على الرؤساء سلباً أو إيجاباً طبقاً لأسلوب تعامله مع كلبه الذكر أو الأنثى. ولكن الرئيس الوحيد الذي تولد عنه إنطباع سيئ بسبب إقتنائه حيوان أليف كان الرئيس ليندون جونسون، الذي رفع كلبه هو من أذنيه أمام عدسات المصورين لكي يتمكنوا من إلتقاط صورة أجمل له، فكان أن تعرض لموجة إنتقادات حادة من محبي الحيوانات وجمعيات الرفق بالحيوان لأنه تصرف بلا رحمة ومن دون مبرر. كما غضب ذات يوم من كلبه لأنه بال على حذائه فشد أذن كلبه الذي عوى متألماً، ونشرت الصحافة الخبر المؤلم. ولم تفلح كل محاولات جونسون لكسب ثقة شعبه مرة أخرى.. بالرغم من أنه ظهر وهو يقبل كلبه ويحتضنه ثم وهو يقوم بتحميمه بالشامبو.