في العالم المتحضر حينما يفوز أحد المتنافسين على خصمه في الانتخابات لا يجد الخصم المهزوم سوى أن يرفع القبعة إلى الكادر المنتصر ويقدم له التهنئة جهارا نهارا ، لكن الأمر يختلف في الوطن العربي الذي بدأ يشم نسمات الحرية ، إذ أن المرشح المهزوم سرعان ما يستدعى الغوغاء والدهماء للنزول إلى الشارع احتجاجا على فوز خصمه ، وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد فحسب بل أن المحتجين لا يترددون في التكسير والصراع مع خصومهم بالشلاليت والعصي والذي منه ، وما يحدث في مصر من سيناريوهات فوضوية يؤكد إننا في مرحلة الفطام بالنسبة للديمقراطية ، كما ؟أن هذه السيناريوهات دليل على أن الشعوب العربية ما زالت في صفوف الروضة في الديمقراطية ، وعلى ذكر الديمقراطية يحضرني هنا أن بعض الدول تدعي الديمقراطية ولكنها في الواقع تقمع المناهضين ، طبعا لا نحتاج إلى جهد خارق لمعرفة الدول المعتدية على الديمقراطية وهي كثيرة والعدد في الليمون ، للأسف نحن نحلق في فضاء الدول التي تتشدق بالديمقراطية وفي نفس الوقت نجد القبضات الحديدية تقمع المناهضين ، وحكاية الديمقراطية التي تنسب بعض الدول نفسها إليها ، متوفرة بكثرة إذ نجدها في أفريقيا وآسيا ودول العالم الكحيانة وكانت بعض الدول فيما يسمى باروربا الشرقية سابقا تنسب لنفسها صفة الديمقراطية بينما كانت سجونها تعج بالمناهضين لأنظمة الحكم القمعي ، من اغرب الأشياء أن فلادمير بوتين اعلن انه اكبر ديمقراطي في العالم ، مهلك يا صاحبي أمال رئيس زيمبابوي يكون إيه إذا كنت أنت اكبر ديمقراطي في العالم ، اما الرئيس الفنزويلي شافيز هوغو فهو الاخر يدعي انه من حماة الديمقراطية وله برنامج تلفزيوني يعد الأطول من نوعه في تاريخ الإعلام المرئي غير أن هذا الهوغو وهو احد اكبر اعداء امريكا اصدر أوامره بوقف بث محطة تلفزيونية معارضة في بلاده ، أما راجل أهبل صحيح طيب وين الديمقراطية يا بطل ، وفي أفريقيا السمراء نجد حكاية اقتران الدول بالديمقراطية اكثر من الهم على القلب المعنى ، وحتى أمريكا التي تتباهي بديمقراطيتها انقلبت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى نمر ديمقراطي وأصبحت أكثر تشددا في الكثير من الأمور المتعلقة بالإعلام بحجة محاربة الإرهاب والكباب وحماية أمنها القومي ، المهم لدى سؤال عويص لماذا نجد العالم المتحضر يرفع القبعة للديمقراطية بينما نجعلها مطلشة ونمرمط بها الأرض في بلادنا ، طبعا الشعوب تتعلم من الأنظمة التي تحكمها فإذا كانت الأنظمة تمارس التعسف مع شعوبها وتريهم النجوم في عز الظهر فإن الفوضى تصبح سمة لهذه الشعوب فحينما تأتي الديمقراطية على طبق من دم فإنها لا تعرف كيف تتعامل معها وتنقلب الديمقراطية بقدرة قادرة عبر المتوترين والمتشددين إلى ديمودموية نسبة إلى حمامات الدم أسأل زي سؤالي عليك هل سوف نشهد حمامات دم في سبيل الحصول على الديمقراطية وهل سوف نغرق في حمامات دموية أخرى بعد أن نحصل عليها إنها أسئلة حادة ستجيب عليها الأيام وأيامي الخوالي.