ما يحدث في السودان هذه الأيام من قلاقل وإعتصامات يؤكد أن العواصف ستكتسح الكثير من الأشجار ، وأن نشيد الإستقرار الذي كنا نبحث عنه أصبح في خبر كان وإخواتها . أسئلة يا جماعة الخير من بيت الكلاوي تخرج ألسنتها هل السودان دولة ديمقراطية أم دولة نمر ورقية ؟ ، وإذا كنا نعيش الربيع الديمقراطي لماذا يجري قمع الإحتجاجات والإعتصامات بطريقة مهينة تجعل العصافير الزرقاء والحمراء تتنطط فوق رؤوس ملايين السودانيين . ربما يرفع أحد الإنقاذيين أو المحاسيب صوته محتجا ، أن الديمقراطية بدأت تتسلل إلى السودان ؟ ديمقراطية إيه يا عم العالم أصبح اكثر شفافية وما كان يحدث لدينا من تعسف وبلاوي زرقاء قبل عشرين عاما لن تعود الى حظيرتها مرة أخرى ، يعني التعسف ضد المناهضين أصبح بمثابة «كريت أبت الرجوع إلى البيت». للأسف خازوق النغمة الديمقراطية النشاز لا يسود في السودان فحسب بل هي نغمة سائدة في الكثير من دول العالم الثالث عفوا قصدي التالف ، طبعا لا نحتاج الى جهد خارق لمعرفة الدول المعتدية على الديمقراطية ، النغمة النشاز نجدها في أفريقيا وآسيا ودول العالم الكحيانة وكانت بعض الدول فيما يسمى أوربا الشرقية سابقا تنسب لنفسها صفة الديمقراطية بينما كانت سجونها تعج بالمناهضين لانظمة الحكم القمعي ، من أغرب الاشياء ان فلادمير بوتين اعلن انه اكبر ديمقراطي في العالم ، مهلك يا دب ياروسي آمال رئيس زيمبابوي روبرت موغابي يكون ايه اذا كنت انت اكبر ديمقراطي في العالم ، اما الرئيس الفنزويلي شافيز هوغو فهو الاخر يدعي انه من حماة الديمقراطية وله برنامج تلفزيوني يعد الاطول من نوعه في تاريخ الاعلام المرئي غير ان هذا الهوغو وهو احد اكبر اعداء امريكا اصدر اوامره بوقف بث محطة تلفزيونية معارضة في بلاده ، اما راجل عجيب صحيح طيب وين الديمقراطية يا بطل ، وفي افريقيا السمراء نجد حكاية اقتران الدول بالديمقراطية اكثر من الهم على «القلب المعنى» ، وحتى امريكا التي تتباهي بديمقراطيتها انقلبت بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر الى نمر ديمقراطي واصبحت اكثر تشددا في الكثير من الامور المتعلقة بالاعلام بحجة محاربة الارهاب والكباب وحماية امنها القومي ، ولان الديمقراطية تعتبر ملطشة فان الولاياتالمتحدة بعد غزوها العراق اصدرت قرارات حاسمة لتصدير الديمقراطية الى الشرق الاوسط وبلدان العالم الاسلامي ولكن يبدو ان هذا المشروع لن تقوم له قيامه حتى تصبح هافانا عاصمة كوبا سمن على عسل مع واشنطن . المهم خلونا في همومنا المتلتة والمتنيلة بمليون ستين نيلة ، دعوني أقول بالفم المليان أن ديمقراطية السودان نمر من ورق ، أيوه عدييييييل كده نمر من ورق ، وخازوق كبير وهذا النمر السوداني الكحيان ، يحمل مخالب فولاذية لتدمير كل من يتصدى له من المحتجين والمعتصمين ، إذن علينا ربط الأحزمة فكل شيء في السودان ينذر بغيوم سوداء من نوعية أبو كديس ، وغيوم إيه غيوم ربما تجيب عاليها واطيها ، في زمن أصبح فيه كل شيء ورق خس والديمقراطيه وبس والباقي خس .