عبرت مصر أمس الأول إلى بر الأمان. بعد أن تلاعب المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة اللعليا للانتخابات ب«أعصاب» الشعب المصري لمدة ثلاثة أيام وحبس أنفاس العالم بتقديمه على مدى ساعة كاملة تفاصيل «مملة» عن العملية الانتخابية وإنجازات لجنته الموقرة فى حسم طعون وكلاء المرشحين.. ولم تأتِ لجنة الانتخابات بنتيجة مخالفة لما أوردته حملة «مرسى» التي أكدت منذ الأربعاء الماضي حصول مرسي على نسبة 51,73% مقابل 48% لمنافسه أحمد شفيق الذي ظل طوال الأيام الفائتة يردد بأنه هو الفائز.. هذه النتيجة أثبتت أن جماعة الإخوان المسلمين هم أكثر ترتيباً عن بقية منافسيهم.... وهي حقيقة يعلمها المجلس العسكري جيداً وكان واثقاً من دخول الإخوان المسلمين قصر الرئاسة بعد أن ظلوا خلال السنوات الماضية «زبائن» للسجون... لذلك استبق المجلس العسكري والحكومة الإنتقالية دخول مرسي القصر... فتم حل البرلمان وتقليص صلاحيات الرئيس في «الدستور المكمل» وتكوين مجلس الدفاع الوطني... وهو مجلس يجعل من الجيش حكومة ذات صلاحيات لا يمكن لمرسي المساس يها .... بل إن المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري هو المسؤول عن السلطات التشريعية لحين إصدار دستور جديد... هذا الوضع سينتج عنه نزاع في السلطات... النتائج التي حققها الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء في عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك والتي مكنته من خوض جولة الإعادة تؤكد أن مؤيدي مبارك والذين يطلق عليهم «الفلول» يمثلون مجموعة لايمكن الاستهانة بها في العمل السياسي... وأن عدداً من الخبراء والمهتمين بالشأن المصري أشاروا إلى أن «رجالات» مبارك في مؤسسات الدولة هم من «عطلوا» قانون العزل السياسي الذى أجازه البرلمان المحلول ذو الغالبية الإسلامية لإبعاد «الفلول» من الساحة السياسية تماماً... ولكن ثمة سؤال «ماذا سيحدث في مصر إذا ما فاز شفيق؟؟» وهو سؤال ظل عدد غير قليل من المراقبين يتجنب الرد عليه... ليس لثقتهم في فوز مرسي ولكن لتخوفهم من دخول مصر مرحلة مواجهات ستكون عواقبها وخيمة في ظل احتقان الشارع المصري وغضبه من تأخر إعلان نتيجة الانتخابات.... وتمركُز منسوبي الإخوان المسلمين في ميدان التحرير في وسط القاهرة ... فضلاً عن أن فوز شفيق يعتبر بمثابة عودة عهد مبارك... خاصة وأن شفيق قد وصف عقوبة السجن مدى الحياة ضد الرئيس المخلوع وتبرئة نجليه علاء وجمال من تهمة قتل المتظاهرين بأنها عادلة... في حين كان يطالب الجميع بإعدامه... مصر الآن في عهد جديد تخلى فيه الرئيس مرسي عن كل مناصبه الحزبية وطمأن كل المصريين وتعهد بعدم المساس بكافة اتفاقيات السلام التي وقعتها بلاده فى السابق... مبروك لمصر ولشعبها.