وجه نواب البرلمان انتقادات لاذعة لوزارة الإرشاد والأوقاف ووزيرها خليل عبد الله واستنكروا التكلفة العالية لأداء فريضة الحج لهذا العام، وفي الوقت ذاته أمسك البرلمان عن التداول في قضية فساد هيئة الأوقاف الإسلامية باعتبار أنها قيد النظر أمام القضاء، وطالبوا بالإسراع في الفصل فيها وتوضيح الحقائق حولها. وفي الأثناء وعدت لجنة الشؤون الاجتماعية بتقديم تقرير منفصل حول الهيئة بعد الفصل في القضية. وعزا خليل عبدالله وزير الإرشاد والأوقاف زيادة تكلفة الحج لهذا العام لتغير سعر صرف العملة وزيادة سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني، مشيراً إلى أن 97% من التكلفة بالمملكة العربية السعودية، مؤكداً زيادة الإقبال للمتقدمين للحج هذا العام وقال خلال جلسة البرلمان أمس إن هامش الاستطاعة بالبلاد في زيادة، مبيناً أن أكثر الفئات التي تتقدم للحج من العاملين في القطاع الخاص، وأضاف أكثر الفئات ضعفاً موظفو الحكومة. وقال إن الحج لا يمكن أن يكون شأناً اتحادياً وولائياً فقط، ودعا خليل إلى ضرورة تعديل الدستور الانتقالي في الفقرة التي تنص على أن الشؤون الدينية من اختصاص الولاية، وقال لا يمكن أن يكون الدين شأناً ولائياً أو اتحادياً فقط، مشدداً على أن التطرف والعولمة تحديات تواجه وزارته. وأقر الوزير بوجود ضائقة مالية تواجه الصرف على الدعوة الإسلامية وقال ندق ناقوس الخطر حول هذا الأمر، مشيراً إلى شطب وزارة المالية لكل الأموال التي كانت تصرف على الدعوة وأرجع الأمر للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد. ومن جانبها طالبت سامية أحمد محمد نائب رئيس المجلس، الوزارة بالالتفات لظاهرة التطرف الديني ووصفتها بالخطيرة وقالت إنها دخيلة على المجتمع السوداني. وفي السياق شن النائب البرلماني حسن صباحي هجوماً على وزير الأوقاف حول إثارته لقضية الأوقاف وقال إن حديثه لا يشبه الحركة الإسلامية وشبهه بحديث المعارضة في البرلمان، وانتقد صباحي أداء هيئة الدعوة الإسلامية بولايات جنوب كردفان، وأضاف الدين هناك «نص كم» ونحن قاعدين لحم في قش.ومن جهته أنتقد النائب البرلماني يوسف موسى عبد المنعم التكلفة الباهظة لحج هذا العام وقال إنها لا تمثل الواقع الذي ينشده الحجاج.. وتساءل عن أين كان وزير الإرشاد من الفساد في هيئة الأوقاف عندما كان وزير دولة، وأضاف إذا يعلم فهذه مصيبة وإن لم يعلم فهي أم المصائب. إلى ذلك اختارت لجنة الشؤون الاجتماعية «4» أعضاء لمرافقة بعثة الحج للوقوف على الأداء هذا العام.
