في هذه الأيام عدنا لحياة العزوبية!! ذهبت المدام برفقة والدها في رحلة علاجية للخارج ولم نجد سوى الرجوع لحياة أيام لها إيقاع!! الفترة التي كنا سنعيشها «عزابة» كان يمكن أن تمضي بهدوء.. ولكنها أخذت طريقها للأضواء.. الأخ والصديق الأستاذ مصطفى أبو العزائم له قدرة فائقة في التقاط الفكرة الصحفية وهي «طائرة»، ويحولها لهدف سريع ومباغت يلهب حماس جمهور المدرجات!! أخونا مصطفى أوعز لزميلنا «عيسى جديد» بمحاورة ابني «محمد» ليحكي تجربته تحت عنوان أقام الدنيا من حولنا ولم يقعدها بعد «أصغر عزابي يزور آخر لحظة».. الأخ ميرغني لطفي قال لي عندما قرأت المادة عرفت أن وراءها أبوالعزائم! التلفونات لا تنقطع وكذلك التعليقات!! قبل يومين كنا نتسكع - كعادة العزابة - في المنطقة المجاورة لواحة الخرطوم - والساعة قد قاربت الثانية عشر منتصف الليل، وجدنا من ينادي علينا «العزابي الصغير.. فألفيناه صديقنا و بلدياتنا الأستاذ عبد الرازق الحارث رئيس تحرير الزميلة الدار».. توانسنا وضحكنا حول الفكرة.. الحارث أوصانا بأن حياة العزوبية تتطلب مزيداً من التماسك والصبر، وأول عزائمها التقليل من حالات «التشرد والتسكع الليلي»! هذه الأيام حفظنا أسماء المطاعم وأشهر أنواع «البيتزات، والهوت دوقات» وأجود أنواع الفول والطعمية والزبادي في الحلة!! لم نجد آلية مناسبة للتعامل مع رابطة «المتحصلين» التي تجوب وتطرق الأبواب!! وجدنا صعوبة في التعامل مع الغسال في الحي فهناك حسابات معلقة ولا توجد مكاتبات رسمية تحوي الصادر والوارد من الملابس.. ونسبة لظروف البلد المحيطة رفض الغسال التعامل معنا إلى حين حضور المسؤول الكبير!! «الغسالة» وجدناها ومعها العديد من الأدوات المنزلية «العاملة» قد تم «تشفيرها» وتحتاج لأيد ماهرة ومدربة. الدواليب والمطبخ وملحقاته من حِلل وملاعق «وكيزان» وصحون وجرادل كلها تخضع لنظام مركزي قابض لا يمكن الفكاك منه!! شغل الجرائد شغلنا تماماً عن الجبهة الداخلية كنا نظن أن الأمور في يد الشعب. أغلب مرافقنا العامة طالتها يد الخصخصة مع طشت الغسيل والرغوة البيضاء ترسم لوحة دائرية بيضاء. قلت للعزابي الصغير كيف يقول ذلك السياسي إن البديل الديمقراطي حكومة خيال!! هناك حاجة ماسة لتعددية .. اي تعددية. ضحك محمد وقال لي: أنا ما فاهم حاجة لكن كلامك يضحك!! ضحكنا وغنينا بصوت عالٍ حتى خفنا أن يسمعنا محمد سليمان ونحن نغني في المنطقة« الغليظة» أو يقول علينا الجيران بأن ذرات الشر قد ارتفعت عندنا «فشراركم عزابكم» أو كما قال.