ترتبط الرياضة بالسياسة بشكل وثيق جداً، كما أنها قد تسبب قلقاً تماماً مثل السياسة، وقد قال الكاتب الأسباني مانويل فاسكيز مونتلبان في مقدمة كتابه السياسة والرياضة أن الرياضة الجماهيرية تعد متنفساً للغازات السيئة الموجودة في بطن المجتمع. من الأمور المثيرة للإهتمام أن تتحدث قوى وتيارات مختلفة على تسييس الرياضة، أو بالأحرى وهي تدرك الطابع السياسي للرياضة. فعلى سبيل المثال جرت مباراة ألمانيا واليونان في ربع نهائي كأس أوروبا 2012 بينما تعاني اليونان من الصعوبات الإقتصادية والأزمات الإجتماعية جراء أزمة الديون ويشعر اليونانيون بأنهم مقيدون من قبل الألمان في منطقة اليورو، وقد قارن بعض السياسيين هذا الضغط الألماني على اليونان بممارسات الإحتلال النازي خلال الحرب العالمية. كما قال إن اليسار ينتقد الرياضة بسبب أنها تميل إلى صالح اليمين، وذلك من خلال تحويلها إلى أداة للضغط القوي. غير أن الكثير من القوى اليسارية تخلت عن توجيه الإنتقادات للرياضة في العقود الأخيرة وذلك بتشجيع من العديد من الشخصيات مثل مونتلبان، و وإدواردو غاليانو مؤلف كتاب كرة القدم بين الشمس والظل. وأرجع البعض هذه المصالحة بين المثقفين والرياضة إلى "الضعف الرسمي للفاشية . وقد أدرك هتلر وموسوليني قيمة الرياضة في تعزيز الكرامة الوطنية وخاصة تجاه السلطات الحاكمة. وعزز موسوليني موقفه من خلال الهيبة التي إكتسبها بعد حصول بلاده على كأس العالم مرتين في عامي 1934 و1938، بينما أصبحت ألمانيا بطل الأولمبياد عام 1936 كرمز للتقدير ولقوة النظام الحاكم وقوة عقيدته. وفي بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1934 في إيطاليا، شارك موسوليني شخصياً في إختيار الحكام، وحضر جميع المباريات التي خاضها منتخب بلاده. وفي هذه البطولة، فاز المنتخب الايطالي في المباراة قبل النهائية على النمسا مسقط رأس هتلر، وعلق جوبلز مسؤول الدعاية في النظام النازي قائلاً إن الفوز بمباراة دولية أهم من السيطرة على مدينة ما. ومن الأمور المثيرة للإهتمام أن تتحدث قوى وتيارات مختلفة على تسييس الرياضة، أو بالأحرى وهي تدرك الطابع السياسي للرياضة. ففي أولمبياد برلين تمكن العداء الأمريكي الأسود جيسي أوينز من توجيه ضربة للعنصرية النازية ونيل أربع ميداليات ذهبية في مسابقات العدو مئة ومئتين وأربعمئة متر والوثب الطويل. وفي رياضة الملاكمة، إحتفى النظام النازي باللاعب الألماني ماكس شيملنغ الذي إستطاع أن يهزم غريمه الأمريكي جو لويز عام 1936 بمدينة نيويورك. كما أن الأنظمة العسكرية في البرازيل والأرجنتين إستفادت سياسيا من النجاحات التي حققتها في بطولات كرة القدم المختلفة. وخلال الحرب الباردة، أولت الولاياتالمتحدة وروسيا إهتماماً كبيراً بتعزيز قدراتهما الرياضية كنوع من الدعاية لقوة بلادهما وذلك عبر إذاعة موسكو وإذاعة صوت أمريكا، وهذا ما يفسر جزئياً تغاضي السلطات الرياضية في الدولتين عن قضايا تعاطي المنشطات، حتى في الحالات الأكثر وضوحاً للعيان. وكانت أبرز حالات التنافس بين القوى العظمى هي مقاطعة الولاياتالمتحدة وعدة دول غربية لدورة الألعاب الأولمبية بموسكو عام 1980 إحتجاجاً على غزو الإتحاد السوفيتي السابق لأفغانستان، وفي المقابل قاطعت موسكو دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجيلوس عام 1984. ولعدة سنوات، أصيب المئات من اللاعبين بما وصفه البعض بالشلل الرياضي وذلك جراء التعنت من قبل واشنطنوموسكو بعدم المشاركة في هذه البطولات. وخاضت الولاياتالمتحدة وروسيا حربهما الباردة في أيسلندا عام 1972 عندما إلتقي لاعب الشطرنج السوفيتي بوريس سباسكي ونظيره الأمريكي بوبي فيشر في مبارة شهيرة للشطرنج، والتي فقد فيها اللاعب السوفيتي لقبه العالمي. وإنعكس البعد السياسي للمباراة على اللاعب السوفيتي الذي تعرض بعد الهزيمة لموجة من النقد الإعلامي والشعبي حيث أعتبرت الهزيمة أمام لاعب أمريكي بمثابة مهانة للدولة بالكامل، مما دفع اللاعب في نهاية الأمر إلى مغادرة البلاد والحصول على الجنسية الفرنسية.