ليست الألفاظ البذيئة التي تؤدي إلى الإيقاف وحدها هي المشكلة ولا نطمح أن نجد من يستحوذ على أفئدة المستمعين ويمتعهم مثل طه حمدتو «ولولا بسالة الشبل بندر لكانت الهزيمة أكبر» والشبل بندر ولجت مرماه ثمانية أهداف!! ولا مثل كابتن لطيف والشوالي على المستوى العربي. اليوم أكتب في كرة القدم- من منازلهم- على طريقة الدكتور البوني فالرياضة هي إحدى العوامل التي تنسينا عنت الحياة ومكابداتها وكرة القدم كما وصفها الرئيس البشير مرةً حين قال: «هي إحدى ممسكات الوحدة الوطنية» ورغم ذلك ينبري للتعليق الرياضي أناسٌ لا يحسنون المتابعة ولا اختيار العبارات المناسبة ولا يحسنون حتى نطق أسماء اللاعبين الوطنيين! ü حدثت لفتة إنسانية جميلة بين مهاجم الهلال سادومبا وحارس أهلي شندي الدعيع في مباراة الفريقين الأخيرة باستاد الهلال عندما حاول الدعيع شد رباط حذائه ولكن القفازات حالت بينه وبين ذلك فطلب من زميله «السَّابق» في الهلال إدواردو سادومبا أن يربط له حذاءه، فاستجاب سادومبا ولكن المعلق- في سذاجة بالغة- قال لملايين المتابعين للإذاعة خاصة في الأرياف: «سادومبا يعالج الدِّعيع»!! مفسداً بذلك هذه اللفتة الإنسانية من كلا اللاعبين فالدعيع كان يمكنه ان يستأذن الحكم، ويخلع القفازات ويربط حذاءه مستهلكاً بعض الوقت لصالح فريقه، الذي كان في وضع كوضع «الزومي يوم كانت مضايقي» وكونه يطلب بكل ثقةٍ من سادومبا أن يُسدِّي له هذه الخدمة فذلك يدل على متانة العلاقة بين اللاعبين، وان يستجيب سادومبا فتلك أريحية منه وذكاء.. الأريحية معلومة، ولكن الذكاء يتمثل في أنه يريد أن يكسب الوقت لصالح فريقه والله أعلم. كل هذا الحقل المثمر من التعليق أضاعه المعلِّق بتحويل سادومبا إلى طبيب يُعالج الدعيع!! ü ليس هذا وحده ولكن هناك معلِّق كبير ظل ينطق اسم اللاعب «مُصعب» بكسر الميم فيقول «مِصعب» محولاً إياه إلى اسم آلة «كمِنخَل ومِرجل ومِقود» وظل يقول: «يتباشر اللعب» بدلاً عن «يُستأنف اللعب» ولا أدري من أي لهجة محلية أو قاموس عربي جاء بهذه المفردة في هذا الموضع وكثير كثير هو ما يضحك وأما أحرف «القاف والثاء والذال» فهي محذوفة تماماً من أدمغة وألسنة هؤلاء المعلقين والحروف الهجائية عندهم فقط «25» حرفاً وليست «28» حرفاً كما هي في الهجاء العربي. وأما فنيات التعليق فالحديث عنها يطول والمساحة لا تتسع ويكفي أني مرة فتحت المذياع والمباراة مستمرة وظل المعلِّق «يعجن ويلت» ربع ساعة لم يذكر فيها كم هي نتيجة المباراة ولا أدري كم استغرق من الوقت قبل ذلك ولم يذكر النتيجة!! هذا على مستوى الإذاعة أما على مستوى التلفاز والصَّحافة فالحال من بعضه ولا أدري من المسؤول عن إجازة ومتابعة وتقويم وتقييم هؤلاء الذين يصكُّون آذاننا ويصيبون عروبتنا بالاستحياء أمام الإخوة العرب؟!