في ظل الظروف الاقتصادية الاستثنائية التي يعيشها السودان يمثل مشروع سكر النيل الأبيض، والذي يفتتحه رئيس الجمهورية بعد غدٍ الأربعاء يمثل العائد الاقتصادي المتوقع من انشاء المشروع هدفاً استراتيجياً للدولة لتعظيم ميزان الإيرادات، واستيعاب أعداد كبيرةً من العاملين بالمصنع وملحقاته. وفي وقت يتزايد فيه الطلب على سلعة السكر داخلياً وخارجياً تضمنت أهداف سكر النيل الأبيض انتاج 340 الفاً مع امكانية زيادتها الى 500 الف طن من السكر عالي الجودة بغرض الاستهلاك المحلي والتصدير، اضافة الى انتاج 104 ميقاواط من الكهرباء لتغطية احتياجات المصنع والمدينة السكنية، ورفد الشبكة القومية بالفائض، كما يهدف المشروع الى انتاج 100 مليون لتر مكعب من الايثانول والوقود الحيوي، و100 الف طن من العلف الأخضر سنوياً. كما تشمل أهداف المشروع أيضاً إنتاج عدد من المحاصيل النقدية بهدف التصدير مثل السمسم وزهرة الشمس، والذرة الشامية والصفراء، وتشييد مصنع للعلف لتحسين الانتاج الحيواني بالمنطقة، والاستفادة من مخلفات صناعة السكر، وذلك عبر قيام عدد من الصناعات التكميلية مثل الخميرة والايثانول، والخشب المضغوط وتتسع كذلك دائرة الأهداف لتشمل توفير فرص عمل اضافية في المهن كافة لمواطني المنطقة وتنميتها زراعياً واقتصادياً، واجتماعياً وذلك من خلال تحقيق حراك تجاري وتنشيط دورة الاقتصاد الكلي. وتركز تلك الأهداف بالضرورة على تحقيق عائد مجزٍ للمساهمين حتى يكون المشروع نموذجاً وحافزاً لاستقطاب المزيد من مساهمات القطاع الخاص والاجنبي للدخول في مشاريع تنموية أخرى بالمنطقة زيادة على دعم موقف السودان في مجال صناعة السكر حتى يتبوأ موقعاً متقدماً في مجال تجارة وصناعة السكر، داخل الأسواق العالمية وفقاً للاستراتيجية ربع القرنية. وصمم الهيكل المالي للمشروع ليشمل رأس المال وتسهيلات المصدِّرين والمالي، حيث بلغت الكلفة 1.1 مليار دولار أمريكي، تم توفيرها عبر (14) جهة مساهمة من بينها ثلاثة جهات عربية هي كنانة والهيئة العربية للاستثمار والانماء الزِّراعي، الصندوق القومي للمعاشات، حكومة جمهورية السودان، الصندوق القومي للتأمين الاجتماعي، بنك ام درمان الوطني، بنك الخرطوم، بنك السودان المركزي الى جانب العديد من المؤسسات والشركات والمصارف، ويقوم المشروع على مساحة 165 الف فدان مربع لولاية النيل الأبيض في وسط السودان على مسافة 150 كلم من العاصمة الخرطوم.