لا أتذكر آخر مرة تناولت فيها المشروبات الغازية ، حتى في المناسبات الإجتماعية والحفلات ، يحاول العبد لله الهروب منها ، خاصة وأن نسبة السكر بها تتجاوز ال90 في المائة ، ورغم أن الشعوب الفقيرة تعتبر هذه المشروبات نوعا من البرستيج الا أن آخر الإبحاث تؤكد أنها تسبب هشاشة العظام للنساء وربما تنقل الإنسان إلى الضفة الأخرى كما حدث لإمرأة أمريكية كانت تشرب جالونين من المشروبات الغازية كل يوم ،غير أن هذه المشروبات جابت خبرها وإنتقلت المرأة إلى الضفة الأخرى وبعدها رفعت أسرتها دعاوي ضد الشركة المصنعة للمادة الغازية مطالبة بتعويض بالملايين ، على فكرة تشريح جثة المرأة كشف أنها عانت نقصا حادا في البوتاسيوم بالدم نتيجة لإستهلاكها تلك الكمية من المشروب الغازي يوميا ، المهم في الموضوع إن حالة الأمريكية التي لقيت حتفها جراء إدمانها للمشروبات الغازية يجعل الإنسان يدخل توش بلا إحم ولا دستور إلى تفاصيل الواقع السوداني المصاب بهشاشة العظام ، لكن السؤال الذي يدخل إلى نخاشيش القلب باحثا عن إجابة غازية شافية ما أسباب هشاشة العظام التي تمسك بتلابيب الحراك السياسي في السودان ، وما أفضل السبل لعلاج هذه الهشاشة خاصة ونحن في بدايات هذا الشهر الفضيل الذي يدعو إلى كبح شهوات النفس من كل صنف ولون . من وجة نظري المصابة بالعطش الشديد أرى صادقا أن الحراك الحكومي ونظيره الحراك في المعارضة يعاني من هشاشة العظام ليس لإدمانهم على تناول مشروب غازي مركز ولا يحزنون وإنما لأن تركيبة العقول لهؤلاء الكوكبة من الفرسان الميامين نسأل الله العفو والعافية تعاني من الهشاشة وأن تركيبتها غلط في غلط ، نعم تركيبتها غلط من الأساس ، وأتوقع أن تكون الجينات السودانية أصلا مصابة بالهشاشة ، ومن سوء حظ الناس الغلابا أن هذه الكوكبة شاء الله وقدر أن تكون المتحدثة بإسم الجماهير ، وكل طرف يدعي أنه المفوض بالكلام عن السودان وحكمه بالحديد والنار ، إذن طالما أن الكوكبة الحاكمة وتلك التي تحاول أن تثير الجماهير وتتربع على دسك الحكم ، كلهم يدعون خوفهم وحدبهم على الوطن الجريح المتأرجح ، فإن الضرورة تقتضي إما تغيير الجينات الوراثية لهؤلاء القوم أو إطلاق مؤتمر سوداني تحت شعار « الحلو مر للناس اللي وجودها ما يسر « وخلال هذا المؤتمر يتم تشكيل حكومة من دماء جديدة دماء لا تعاني من الهشاشة ، وفي حالة تعنت إي طرف من الحكومة او العارضة يتم إجبارهم على تناول مئات الجوالين يوميا من الحلو مر ، وبواسطة هذا المشروب الرمضاني المرطب للجسم يمكن أن تنمو جينات من صفائح الدم الجديدة ويستحي هؤلاء القوم على دمهم ويتركون الشعب السوداني في حالة , عاش يعيش الحلو مر .