* لن أفرض نفسي للدفاع عن الاخ والزميل مزمل أبوالقاسم بعد أن تعرض لموجة هجوم على مواقع التواصل الإجتماعي تعليقاً على ما نشره على صفحته (خبر وزارة الخارجية البريطانية).. ليس لأنني لست كفؤً للعب ذلك الدور، فأنا أرى نفسي مؤهلاً للدفاع من باب الزمالة التي ترقى لمستوى الرفقة عبر ثلاثة عقود من الزمان تزاملنا فيها وتعرفت خلالها على قدراته عن قرب وعبر صحف عديدة تزيد عن سبعة، ولطالما كان مدرسة في الدفاع عن آراءه والزود عما يقتنع به، ومدرسة أيضاً في ردوده الممتعة حتى عندما نختلف معه في الرأي ويقف على الجانب النقيض لما نؤمن به… ففي كل الأحوال لا تستطيع إلا أن تقرأ مايكتب وتحترمه وتقدره..! * ما دعاني للكتابة اليوم هو أن بعض مدعي المعرفة وما أكثرهم في الساحة السياسية، يتجاوزون مواقف مزمل وآراءه وأخباره التي يكتبها في مقالاته وعلى صفحته، ويجنحون إلى أشياء لا علاقة لها البتة بما طرحه من رأي، أو ما كتبه من خبر، وكثير منهم لا يعرفون الفرق بين الرأي والخبر ويضعونهما في ذات الميزان، وهو ما يدفعهم دفعاً للتقديرات الخاطئة، ففي الحادثتين اللتين لفتتا نظري (مفاوضات المنامة واستفسار وزارة الخارجية اابريطانية) لم يتناول الدكتور مزمل الأمر في مساحته اليومية كرأي وتحليل إجتهادي، بل كتبه ك(خبر) ومعروف عندنا من الناحية المهنية أن (الرأي حر.. والخبر مقدس)، ومن المؤكد أنه قد اعتمد على (مصدر) ربما كان هو جهة نافذة في بريطانيا، فمن يستطيع أن يفند ذلك غير المسؤولين هناك؟ * حتى السفير البريطاني نفسه غير مؤهل لتوضيح ما حدث إلى أن تتكشف الحقائق فيما بعد كاملة ولكننا نجدد الإشارة إلى أن المسألة كلها معلومة وصلت إلى الدكتور مزمل من مصدر، ونحن بصفتنا رفاق مهنة له، نشهد بنزاهة تناوله للخبر، ودقة تحليلاته في الرياضة والسياسة، كما نشهد بأن تميزه المهني لم يكن من فراغ، بل سبقه سعي واجتهاد وسهر حتى وصل إلى ماهو عليه اليوم، وتدهشنا بعض الإنتقادات التي تتجاوز الموضوع لتخوض في أشياء ربما لا يعرف عنها الأغلبية سوى التلفيق والكذب، بدافع الغيرة المهنية مرات والحسد في أغلب الحالات..! * أحدهم كتب أن مزمل يريد أن يقنع السياسيين بذات الطريقة التي كان يقنع بها الرياضيين بأن موسى الزومة أفضل من روبيرتو كارلوس… وقد أعدت قراءة هذا الرأي ولم أستغربه لطالما جاء من سياسي يقبع في قاع مهملات السياسة في هذا البلد المنكوب..!! * الصحافة بصورة عامة كانت وماتزال مهنة متاعب في كل دول العالم، ولكن في السودان قطعة من جهنم، ولو أراد أي منا أن يرتقي فيها فليتجاهل مثل تلك الآراء السطحية المشحونة بالسخف.. فالبعض من منتقدي مزمل مازال يزج بقصة المكرمة ظناً منه بأنها ستنال منه، ويمد بعضهم في خيالهم بمستوى الحقد والحسد الساكن في دواخلهم ليتحدث عن إستفادته من بعض رجال الأعمال من الرياضيين وعلى راسهم جمال الوالي، وكثيراً ما يبلغوا الحد ويلمحوا إلى انه كان يبيع مواقفه.. وغير ذلك من الأشياء التي نحسبها من الغيرة والحسد، وكثيراً مايلجمني الإستغراب وأنا أطالع كتابات بعض المتحذلقين، وهم يحاولون إقناعنا بأشياء لم نرها في مزمل ابوالقاسم طوال مشوار زمالتنا معه، والمضحك أنهم يحاولون إقناعنا مع هؤلاء العامة بأنه حقق نجاحاته صعوداً على أكتاف الآخرين..! * عندما جاءته فرصة الإغتراب والعمل ضمن كوكبة اخبار العرب الإماراتية كان بالحق من أميز الصحفيين الشباب في كتابة الرأي والخبر ومميزاً في كل فنون التحرير الصحفي، ومدرسة متفردة تعلمنا منها الكثير، وبينما كانت مسيرته هناك تمضي من نجاح إلى نجاح كان عموده اليومي في الصحف السودانية أعلى أجراً حتى من كتاب الصحف السياسية ورؤساء تحريرها، ولما عاد واراد أن يؤسس صحيفة الصدى التي كنت ومازلت من ضمن طاقم قيادتها وصلت الصحيفة إلى أرقام قياسية في الطباعة والتوزيع.. فوق المائة الف نسخة بلا راجع..! * بعض السذج يرون أن الصحافة السياسية صعبة لدرجة انها ستصعب على صحفيين رياضيين مثل مزمل ان يحققوا فيها نجاحاً يذكر.. وهذه مجرد تهيؤات عند البعض ثبت عملياً أنه خطأ.. لأن مزمل لم يكن اول صحفي رياضي يحقق النجاح في الساحة السياسية.. بل هنالك قائمة طويلة من الذين سبقوه، وعن نفسي أراهن دائماً على أن من خاض تجربة ناجحة بالصحف الرياضية سيكون مؤهلاً لتحقيق ما لم يحققه غيره في الصحافة السياسية، لأسرار نعلمها جيداً..! * مزمل ابوالقاسم زميل من صفوة الإعلاميين المهنيين، يعرف متى وكيف ينتقد، وكيف يكتب الخبر ويحقق السبق، وكيف يتقدم الصفوف.. وقد وضع إسمه على قائمة أساطير الصحافة، وتجاوز بذلك المعايير المحلية المضطربة واقتحم العالمية بكفاءة واقتدار.. واية محاولات للنيل منه ستكون في خانة الحسد فقط ليس إلا..!!