هتف الشاعر القديم قائلا « هل يصلح العطار ما أفسده الدهر « ، صاحبكم العبد لله يردد هذا الكلام بإستمرار في حضرة أحد الأصدقاء الذين إعتاد أن يخفي علامات تقدم السن ويحافظ على شبابه وحيويته ، المهم خلونا من صاحبنا هذا لأن بيت الشعر الذي يتحدث عن العطار وما أفسده الدهر ، أصبح في خبر كان وإخواتها لأن عمليات التجميل وإخفاء العيوب أصبحت على قفا من يشيل ، وكل إمرأة حيزبون أو رجل متصابي أو تتطلب مهنته ترميم نفسه فإنهم يخضعون إلى مشرط جراح التجميل إو إلى عمليات شد الوجه بالمنظار ، المهم عيادات التجميل إنتشرت في جميع أرجاء الدنيا حتى في أفقر العواصم أصبحت هذه العيادات من أبرز المعالم ، وبالنسبة إلينا فإنها في الطريق ، رغم أن عمليات التجميل بصفة عامة تجتاح إلى ميزانيات ضخمة ، ولا يقدر عليها سوى الناس المرطبين ، وفي جارتنا مصر إنتشرت عمليات التجميل بصورة جنونية ولكن هذا المشهد أقصد إنتشار العيادات له وقع آخر في لبنان ، وهناك عشرات الآلاف من الفتيات تريد الواحدة أن تكون نسخة طبق الأصل من الممثلة العلانية أو المطربة الفلانية ، ولله في خلقه شؤون ، لكن تعالوا معاي لدي سؤال غتيت ولئيم ، سؤال يجلس في حلقي مثل شوكة الحوت ، فلو يا جماعة الخير إنتشرت عيادات التجميل في الخرطوم عموم يا عينا هل يمكن أن تختار المرأة التي تبحث عن الجمال زي ده أن تكون نسخة طبق الأصل من إحدي الممثلاث أو الفنانات في الوطن العربي ، إنه سؤال صعب وشائك وشين في نفس الوقت فكما يقولون إيش جاب لجاب أقول قولي هذا لأن معظم العاملات في دنيا الفن والتمثيل ونجمات البرامج في السودان لا ترقى الواحدة لأن تكون نموذجا للجمال ، المهم في الموضوع هناك سؤال أهم من كل هذه الطروحات يتمثل فيما إذا كانت هناك إمكانية لإجراء عملية تجميل لتجنيب السودان الدمار في حالة إستمرار الإحتجاجات ، وإشتعال لعبة القط والفأر بين الحكومة وأطياف المعارضة ، من وجهة نظري المصابة بالعطش في هذه الأيام الساخنة لا أتصور أنه يمكن إجراء عملية تجميلية لإنقاذ الوضع ، وأتصور أنه في حادث تصاعد الإحتجاجات ربما تتحول المدن السودانية الكبرى إلى حمامات من الدماء كما يحدث حاليا في سوريا من قبل كتائب بشار أسد النعجة الخبيث أو ما كان يحدث في ليبيا قبل إنهاء حكم الهالك معمر القذافي ، إذن المسألة بحاجة إلى عملية تجميل عقلاني من العيار الثقيل ، لا تدخل ضمنها آليات شد الوجه بالمنظار ولا حقن البوتكس ، المهم أن تكون المسألة عقلانية ، لكن السؤال هل يمكن ان تقدم الحكومة تنازلات وهل ترضى المعارضة من كافة ألوان الطيف بتلك التنازلات ، خاصة وأن الطرف الأخير يريد إسقاط النظام عديييييل كده