مولانا الأستاذ أحمد ابراهيم الطاهر.. رئيس المجلس الوطني لك التحية والتوقير والتحايا والاحترام وكل عام وأنت بخير... ورمضان كريم أعاده الله علينا وعليكم والوطن يزهو ويزدهي ويتسامى ويتعالى.. ويتيه ويقدل رافلاً في جلباب الديمقراطية الزاهية الرحيبة الرصينة التي توقر وتحترم وتكرم الإنسان الذي كرمه رب العزة.. وباسط العدل.. ورافع السماء بلا عمد.. مرة أخرى كل عام وأنت بخير.. والقابلة «زي ما نحن عايزين» وليس زي ما أنت عايز، إذا كان الحديث عن الصحة والسعادة وجميل الأيام.. نحن نتمناها لك من صميم أفئدتنا بل نأمل أن يحفظكم الله ويجعل أيامكم كلها طيبة.. مشرقة.. أما الذي نريده نحن ونتمناه لكم في السنة القادمة هو أن نترفع درجات ودرجات، حتى نلامس حواف رئاسة الجمهورية.. ولكن لا نتمنى أبداً أن يأتي العام القادم، وأنت ما زلت رئيساً للبرلمان لأسباب كثيرة.. بل تزحم الفضاء، وإن كان بينها سبب يكاد يصرخ وضوحاً وصراحة ونصاعة.. وهو أنك قد «طولت».. مولانا الجليل.. صدقني كنت أدخر هذه التهنئة لك.. بكل حروفها لا تنقص حرفاً.. بكل أبعادها لا تنقص بعداً.. بكل صراحتها لا تنقص صراحة.. بكل شجاعتها لا تنقص شجاعة.. كنت أدخرها لأخاطبك بها مهنئاً ومباركاً وناصحاً وآملاً ومناشداً وحالماً في عيد الفطر المبارك.. ولكن وللتطورات الدراماتيكية المذهلة، والتي هبطت كما النيزك على أرض الوطن هذه الأيام، ولأنها- أي الأحداث- ذات زمام غير منقضب معكم، ومع المجلس الوطني... لكل هذا فقد رأيت أن أقدمها الآن.. ولك أن تسأل عن الأحداث لأجيبك هي القرار الكارثة.. أو الصاعقة أو «المصيبة»، الذي وقع كجلمود صخر فوق رؤوس الشعب السوداني البائس النبيل والمسكين، وهو زيادة أسعار الكهرباء، ولك أن تسأل: وما دخلي أنا.. بل ما علاقة ودخل البرلمان- والذي هو المجلس الوطني- بذلك وهنا أقول: صحيح أن هذا القرار مضموناً وتوقيتاً قد كان صفعة موجعة في خد المواطن السوداني.. كان إهانة لا تغتفر بكل فرد من هذه الأمة.. كان استهانة بكل رجل.. طفل.. امرأة من مجموع الشعب.. كان تعالياً وازدراء بكل القوانين والقنوات.. وآليات صنع القرارات وتنفيذها.. ولكن صدقني إن كل هذا لا يساوي صفراً على الشمال.. بالقياس لكم شخصياً، وللمجلس الوطني عموماً.. إنها صفعة مدوية في وجه المجلس الوطني.. إنها استهانة بصلاحياته وآلياته وقوة نفوذه وتشريعاته.. مهلاً لا تتعجل يا رعاك الله.. لو كان صناع هذا القرار والذين نفذوا هذا القرار يملكون أدنى ذرة من خوف أو وجل، أو حتى مراعاة للمجلس الوطني، لما أطلقوا ذاك القرار الزلزال والمجلس الوطني آخر من يعلم، بل آخر من يسمع.. ولكني أظن.. وليس كل الظن اثم.. إن الأخوة ولا أقول الأحبة في إدارة الكهرباء- وبعد قراءة و«مذاكرة» في تعامل المجلس الوطني عند عرض الزيادات.. أي زيادات لتقع صخوراً على صدور الشعب.. اتضح لهم جلياً أنه عرض الزيادات على المجلس الوطني هي مضيعة للوقت، واجراء روتيني بل بيروقراطي عقيم.. وأن النتيجة هي الموافقة بل ادماء الأكف دوياً بالتصفيق، إجازة للزيادة.. وأظن أن الأخوة في الكهرباء ما زال يتردد في آذانهم صدى دوي التصفيق الذي أجاز ميزانية ناء بزياداتها وأعبائها هذا الشعب المنهك المكدود.. وأظنهم ما زالت تتردد و«ترن» في أسماعهم الكلمات الاستفزازية التي نطق بها أحد أعضاء البرلمان المحترمين عندما قال: إن هذا يوم الاستقلال الحقيقي.. سيدي الرئيس.. رئيس البرلمان.. مع السلامة وبكرة نلتقي..