السيد مولانا أحمد ابراهيم الطاهر.. مرة أخرى لك السلام وكيف أصبحت ونواصل ما انقطع من حديث، وكيف أن إدارة أو وزارة، بل هي امبراطورية الكهرباء، لا بل يقيناً وصدقاً أن اسمها الحقيقي والرسمي هو الامبراطورية داخل الامبراطورية.. واسمها مجازاً أو بصيرة أو تعمية و«غموتية» وزارة الكهرباء.. نحن لا نتحدث عن الشعب ولا الأمة ولا حتى الوطن نحن بالنسبة لها- أي الحكومة- ليس أكثر من «وهماء» و«غثاء سيل» وشراذم من الحرافيش، إن اجتمعوا ضروا وإن تفرقوا لا يأبه لهم أحد.. لا نتحدث عن هؤلاء الذين أدمنوا التجاهل، ولكنا نعجب ونستغرب من الازدراء بمجلسكم الخطير والرهيب، الآن فقط أدركت خطر وخطورة بيت الشعر ذاك الذي يقول.. من يهن يسهل الهوان عليهüü ما لجرحٍ بميت إيلام.. نعم أدركت «الكهرباء» أنكم لن تنشون من على الوجه ذبابة، لا أعنيك شخصياً.. المصيبة إني أعني المجلس الوطني، والذي من شأنه أن يقيم حكومات ويطيح بحكومات، من شأنه أن يمدح وزيراً و«يغطس حجر» وزير.. هو كذلك أو يجب أن يكون، ولكن هل كان كذلك؟.. أبداً طبعاً لا..لا لقد خبرناه.. خبرناه. مولانا هل تصدق إني غاضب من «الكهرباء» ليس لأنها استهانت وبالغت في استفزاز هذا الشعب.. أنا غاضب لكم أنتم شخصياً واعتبارياً.. كيف لا تضع هذه الوزارة الحصينة والتي يقال إنها لا تخضع لحساب دنيوي في هذه الحياة.. بل يقال إنها لن تقدم حسابها.. كسبها.. إلا في يوم تشخص فيه الأبصار.. وتنصب فيه الموازين.. وتخرج فيه من المحاجر العيون.. كيف لا تضع لكم أدنى حساب؟.. آه لقد وجدتها وجدتها.. أظنها تذكرت موقفاً بل موقعة كنت أنت بطلها الأوحد.. أو تاني اثنين من أبطالها «أقول ليك كيف».. كان ذلك قبل أيام خلت.. والحكومة تعترف مكرهة بنقص في الأموال والثمرات والبترول والدولارات.. تعترف بعد مكابرة.. و« قوة رأس».. بعد انكار ضوء شمس العجز في الموازنة التي لا ينكرها إلا من كان به رمد.. والسيد وزير المالية يقدم مقترحات أهمها بل أجلها خطراً وخطورة هي زيادة أسعار المحروقات.. واسم الدلع لهذا الاجراء هو «رفع الدعم عن المحروقات».. تصل المقترحات الى منضدة البرلمان.. والشعب السوداني عيونه ترحل كل يوم الى تلك المنضدة.. إنها حقيقة لا ترحل، بل تشخص في فزع الى تلك المنضدة، وقلوب راجفة ماجنة جزعة.. وشفاه تتمتم في ضراعة مشوبة بالخوف أن تنقشع بسلام تلك السحابة الهائلة.. وفي تلك الأثناء وقبل أن يصدر المجلس الوطني قراره النهائي.. براءة أو إعدام.. يعلن السيد وزير المالية قراراً برفع الدعم عن البنزين والجازولين، بنسبة تصل الى 30% لا.. أنا غلطان لم يسمع أحد من وزير المالية أن الذي تلى القرار ونفذ القرار.. هم عمال «المسدسات» في محطات الخدمة البترولية في البلاد.. «يعني» إن المواطن قد فوجئ بهذه الأسعار.. وتماماً عندما جاء ليتزود بجالون أو جالونين من المحروقات، لم يكن أمام المواطنين غير الشراء بالسعر الجديد وهم صاغرون.. وكل هذا متوقع وليس بالمستغرب.. ولكن الكارثة هي التي حدثت بعد ذلك.. فقد هاج النواب وماجوا.. أحسوا بصفعة مدوية من كف السيد وزير المالية.. ثم تطايرت الأسئلة في الفضاء.. كيف يطبق وزير المالية القرار قبل إجازته بل حتى قبل إجازته من المجلس الموقر .. نعم كان هذا دوي الصفعة.. ولكن الكارثة أن وزير المالية كان براءة من ذلك.. فقد تصديت أنت يا مولانا شخصياً لتقول للأخوة والسادة النواب أن هذه الزيادة كانت بعد اتفاق بينك وبين السيد وزير المالية.. بعيداً عن المجلس بعيداً عن البرلمان.. بل حتى بعيداً عن أي قانون وضعي تشريعي في الكرة الأرضية.. وبعد ذلك أليست وزارة الكهرباء محقة في تجاهل البرلمان.. بل الواثقة من بصمة البرلمان.. وبكرة نواصل