السوداني والسودانية يحرصان على التكتم وعدم التصريح مما يؤرقهما.. خاصه فيما يتعلق بالإحساس بالذنب.. يعيش في وحدة ولايعمد إلى الفضفضة.. فهو يحس بأنه إذا أعلن إحساسه بالذنب فضح نفسه وقلّل من شأنها.. نتجول معكم اليوم في حالة الشعور بالذنب.. والسوداني أكثر الشعوب مروراً بهذه الحالة لأنه لا يميل إلى نقد الذات ويرى فيها تقليلاً من الشأن لذلك تقل عبارات الاعتذار .. والمكابره تزيد من حدة الشعور بالذنب حين يخلو الإنسان إلى نفسه أولاً يعرف بعض علماء النفس بأن الشعور بالذنب عمله ذات وجهين.. وجه فاعل يجعلك تصحح الأخطاء على طريقة «العتره بتصلح المشيه» ومن ثم تمضي قدماً إلى الأمام.. الوجه الثاني سلبي وقد يكون مرضياً إذا زاد عن المعدل الطبيعي.. هنا تدخل في دوامة الشعور بالخطأ فتفقد الثقة بنفسك وحتى لاتقع فريسة للإحساس بالذنب فأحد علماء النفس يقرر: أن الشخص العادي يقضي ساعتين يومياً في حالة الشعور بالذنب.. ربما بالغ هذا الأخصائي في تقديره فالساعتان «كثيره جداً».. تكفي بضع دقائق في الإحساس بهذا الشعور ثم تستغفر وتواصل حياتك.. لكن ذات الأخصائي يضيف: الإحساس بالذنب في حقيقته إحساس بناء وشعور حضاري يمنع الناس من إلحاق الأذى بالآخرين.. طبيبة تؤكد أن كتمان الإحساس بالذنب قد يسبب الضغط العصبي ومن ثم الأمراض النفسية مما يعني وجود خلل ما.. مثل تقلصات المعدة.. زيادة ضربات القلب.. أذكر أنني كنت أعمل في مؤسسة مديرها العام رجل فظ.. ردوده دائما بائخة ولايعرف فن التعامل.. ولما تمادى في بروده ذلك ذات مرة.. انفجرت فيه وذكرته بماضيه الملئ بالمواقف السالبة.. ولم أترك انتهازيته وصلفه حقيقة قلت كل ما في صدري بحيث أنني «فشيت غبينتي» وذهبت وبالليل لما هجعت في سريري تذكرت هذا الموقف وحاصرني إحساس بالذنب كبير لم احتمله فأيقظت زوجتي واعترفت لها بقسوتي على الرجل ولما كانت تغالب النعاس قالت ببساطة غداً اذهب إليه واعتذر له.. وجدته حلاً مناسباً.. في اليوم الثاني اتجهت إليه وقدمت اعتذاري قال لي بكل برود.. لقد أرهقت نفسك كلامك أنا نسيته ولم أفكر فيه ولا داعي لاعتذارك لأنني أساساً.. لم أتأثر .. فأحسست بذنب جديد فندمت على اعتذارى وأرقي وسهري اليوم كله.. عموماً إذا أردت التخلص من الشعور المستمر بالذنب فعليكأن تتبع بعض الخطوات: عليك أولاً تصحيح الأخطاء .. ليس هذا فحسب بل عليك أن تتعلم منها.. عليك أن تتقبل عيوبك.. وتحاول أن تتخلص من بذور الإحساس بالذنب لديك ومن المهم أن تطرد أشباح المرض كما عليك التفكير في إيجابياتك بواقعية.. وأخيراً عليك مسامحة نفسك.. وأحياناً تعنُ لنا بعض الاسئلة.. ألا يشعر بالذنب المسؤول الذي زاد تعريفة الكهرباء «براحه براحه» صحيح أن القرار تمت مراجعته بحجة دراسته ولكنه بذلك فتح «طاقة» جديده ونبه إلى سلعة إستراتيجية الزياده فيها إن تمت فسيشعر المواطن بالذنب لأنه صبر صبراً فاق صبر «أيوب» ولكنه لم يفتح مصنعاً للبوهيات ..