٭ لم أشك للحظة في النوايا الطيبة التي يحملها الأخ المخرج سعيد حامد نحو تطوير السينما أو الدراما في بلادنا، ولعلي قد سعدت بأن الرجل قد استقر في بلاده وأسس شركة بعد أن أجبرته الأحداث الغير واضحة في مصر عقب ثورة يناير على أن ينهي غربة عشرين سنة هناك ويعود. وأذكر تماماً وفي رمضان الماضي ظهر سعيد حامد من على شاشة قناة النيل الأزرق ببرنامج إعلاني من منتج للشاي قدمه له جمال حسن سعيد، ويومها قلت إن الرجل يتحسس الدروب ومؤكد هذه بداية وبعدها سينهمر خير الرجل وفيراً بفكره وعصارة تجاربه في هوليوود الشرق القاهرة، وكنت أظن أن أضعف الإيمان عند سعيد حامد سيكون برنامجاً مجهبذاً للمنوعات يستعرض من خلاله الفن السوداني والإبداع السوداني يقوم بتسويقه لواحدة من الفضائيات العربية بعد أن يجمله بالمقبلات والمشهيات الإخراجية والإعدادية ويكفي أن يضع اسمه عليه كمخرج معروف فيمنحه عنصر الثقة والأمان. لكن «ويا حسرة سوداء» فاجأنا سعيد حامد هذا العام ببرنامج أقل ما يقال عنه أن «هائف» وليس له معنى وهو ليس جديداً ولا مبتكراً لكنه «مشفوف» بالكربون من برنامج شريف مدكور على فضائية المحور والبرنامج إعلاني ليس فيه أدنى مجهود ولو كشنة مطبخ في شقة وشوية ضيوف يعلموننا كيف نعمل البامية وسلطة الأسود، وعلى فكرة من النجوم الذين ظهروا فشل البرنامج في أن يعكس الجوانب الأخرى في حياتهم والحديث لم يخرج عن الحلة القدامهم!! ولعل واحدة من مشاكلنا الكبيرة أننا دائماً نتهيب الاستثمار داخل الوطن ويتخيل هؤلاء المستثمرون أن بضاعتهم لا محالة فاشلة، لذلك أراد سعيد حامد أن يلعب في المضمون وينافس طارق نور الذي اغتني من المنتج السو داني بإعلانات اعتمد فيها على البهار من رقص وغناء وبنات مليحات، وإن كنت قد وجدت العذر والمبرر لطارق نور بهذه الهجمة الشرسة، فمستحيل أن أجدد المبرر لسعيد حامد السوداني الذي رهنا أحلامنا عليه في أن يمد يده ويساهم بزراعته لنبتة في صحراء الدراما القاحلة، بل كنا ننتظر منه أن ينقل لنا تجارب العمل التلفزيوني الاستعراضي كالفوازير التي قدمتها نيللي وشيريهان وسمير غانم لكن للأسف تمخض الحلم فولد مرقة. بصدق لم يكن هذا ما أتوقعه أو انتظره من مخرج كبير كسعيد حامد استقبلنا عودته استقبال الفاتحين وهو يعلم تماماً أننا في أشد الحاجة لنقلة درامية وتلفزيونية وليس مرقة وشوية صلصة. ٭ كلمة عزيزة عقب مطرة أول مبارح قال لي أحدهم إنه شاهد معتمد أم درمان الفريق التهامي عز المطرة وهو يباشر عمله في الشوارع، وقبلها شاهدت اللواء عمر نمر معتمد الخرطوم في مطرة سابقة وهو خائض لركبينه، لكن للأسف والأسف الشديد أن السيد معتمد بحري داقينا طناش ومحليته غرقانة في شبر موية يا سيدي اظهر وبان عليك الأمان. ٭ كلمة أعز للأسف في كل الحلقات التي ظهر فيها نجوم مصريون بدأ جمال حسن سعيد متواضعاً وترك زمام الحديث لهم وجلس في مقعد الضيف انتو العقدة دي لسه ما اتحلت؟!