أقول بداية شكراً للأستاذ مصطفى أبو العزائم على الكلمات الطيبة التي كتبها في عموده المقروء ناعياً بها فقيدنا وفقيد الأمة الإسلامية الخليفة تاج السر علي الشيخ.. وقد كان الأستاذ أبو العزائم هو المبادر والصادق بنعية، وقد أثلج صدري تعريفه للراحل بأنه صاحب الذكرى العطرة، وهو حقاً صاحب الذكرى العطرة لأنه قد ظل يعطِّر سماء الدنيا بمدحه وإنشاده في الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.. كما أسأل مَنْ من أهل السودان لا يعرف الخليفة تاج السر علي الشيخ والذي ظللنا نطرب لمدحه وإنشاده الذي تبثه علينا إذاعة أمدرمان منذ عشرات السنين تعظيماً لذكرى النبي الكريم «ص»، وقد تحدث الأستاذ أبو العزائم وذكر شيئاً عن دوره التجاري، ولكن للرجل دوره الأساس والأكبر وهو ما ظل يقدمه من دعم لتأسيس بيوت الله على مستوى السودان..لأننا كما نعلم بأن المساجد والتي بنيت في كثير من المناطق وفي المدن والقرى قد كان يتم الاكتتاب لها لجمع المال عبر لجان تحمل دفاتر التبرعات، وتقوم بالطواف على الخيرين في المدن والمعروف للجميع أن الخليفة تاج السر هو من هؤلاء الخيرين المعروفين والمشهود لهم بالسخاء.. والذين يطوفون بغرض دعم المساجد فإن أول من يصلون لباب دكانه أو داره هو الخليفة تاج السر. كما أن الرجل وعلاقاته بالطريقة الختمية وبالسادة المراغنة قد جعلته يسهم إسهاماً واضحاً في تشييد مساجدهم وزواياهم وما أكثر مساجد السادة الختمية على مستوي السودان، وقد حدثني أحد الأبناء في الطريقة الختمية بمدينة الثورة وقد كنا نتحدث عن محاسن الخليفة بأنه قد قدم الكثير لروابط الطريقة بالثورة.. ونقول ليس الثورة وحدها فإن كل روابط الختمية ودورهم تجد الدعم من الخليفة تاج السر، واعتقد أن دعم هذه الروابط هو دعم للإسلام والمسلمين.. وبهذا نقول إن الخليفة تاج السر هو فقيد الإسلام لأن علاقة الخليفة بالطريقة الختمية علاقة دينية تنطلق من حبه القوي للسادة المراغنة لأنهم أحفاد رسول الله«ص» وهو كذلك يحب كل الأولياء والصالحين ويزورهم في الله وكذلك يقوم بزيارة كل رجال الطرق الصوفية ويقدم لهم الدعم السخي لأنهم يرفعون راية الإسلام ويحيون نار القرآن في خلاويهم ومساجدهم. وأقول إن علاقتي بالمرحوم الخليفة تاج السر ليست بعيدة، ولكن رغم قصرها فقد استفدت منها كثيراً وقد كنت أزوره في دكانه بسوق أمدرمان بعد أن اكتشفت فيه حبه للسادة المراغنة وعلاقته بالطريقة الختمية، وقد علم بأني من المدافعين عن السادة المراغنة فشعرت بانه يرتاح لوجودي معه.. وكنت أجد فيه الكثير من المعلومات عن الطريقة الختمية وفعلاً قد كنت في حاجة لمعلوماته وهي تأتيني من رجل صادق، وكنتُ استعين بهذه المعلومات في الرد والتعقيب على المرجفين الذين يكتبون ضد السادة المراغنة لأغراض في نفوسهم المريضة. وهناك جانب مهم لابد من ذكره عن الخليفة تاج السر فقد كانت له أفضال كثيرة على الاقتصاد السوداني، وهو يعتبر من أوائل الذين دعموا الاقتصاد بالعملة الصعبة، ومؤسسته «تاج للتجميل» والتي تحمل اسمه والتي بدأت صغيرة بتصدير أنواع من المنتجات السودانية للدول العربية والأفريقية ومنها نبات الحنة السودانية، وقد توسَّع عمله من خلالها وأصبح له وجود اقتصادي كبير والحمد لله. ومن أفضال الخليفة تاج السر على السودان فإنه ماشاء الله قد أنجب بنيناً وبنات وأحسن تأديبهم وتعليمهم إلى أعلى درجات العلم، ويساهمون مع الآخرين في رفعة هذا الوطن.. وهم الآن من أسباب وتطوير أعمال والدهم التجارية حتى أصبحوا أصحاب اسم كبير في الاقتصاد السوداني يشار إليهم ويجدون الاحترام في السوق التجاري.. ومن هنا فإننا نتقدم لأبناء وأسرة تاج السر بأحر التعازي في فقدنا وفقدهم، ونقول لهم إننا بإذن الله على ثقة واطمئنان بكم سائرون على طريق والدكم العزيز والذي اكتسب في حياته حب الله والناس. { ونقول رحم الله الخليفة تاج السر علي الشيخ رحمة واسعة وإنا لله وإنا إليه راجعون