شهدت العاصمة والولايات سيولاً وأمطاراً غزيرة أدت الى حدوث كوارث في بعض المناطق والأحياء، بما في ذلك بعض حالات الوفاة، جراء تلك السيول، في وقت كثفت فيه وزارات الصحة بالولايات استعداداتها بتكوين غرف للطوارئ لمجابهة هذه السيول والفيضانات.. حيث أكد ل«آخر لحظة» عثمان جعفر عبد الله الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر السوداني أن الأوضاع تحت السيطرة بالرغم من حدوث فيضانات وأمطار غزيرة، وسيول بكل الولايات.. مشيراً الى أن الأمطار بنسب متفاوتة، ولكنها لم تصل مرحلة الكارثة.. وقال تم تكوين غرف للمتابعة ترفع تقريرها كل 24 ساعة عن الولايات، وذلك بالتنسيق مع شرطة الدفاع المدني، ومنظمة العون الإنساني، ووزارة الصحة، وذلك للتدخل العاجل في أي مشكلة طارئة. فيما واصل متطوعو الهلال الأحمر السوداني تقديم المساعدات في اخلاء المواطنين الذين تعرضت منازلهم وقراهم للدمار من بينهم قرية الرقيق بولاية النيل الأبيض، التي تعرضت لسيول عارمة بنسبة99% وأدت إلى هدم المنازل والتي بلغ عددها 500 منزل،، حيث تدمرت بصورة كلية، وتم اخلاؤهم الى منطقة الحويطة، وقام فرع الجمعية بالنيل الأبيض بتوزيع أكثر من 600 مشمع على الأسر التي فقدت منازلها، وأكد تقرير الجمعية حدوث حالتي وفاة إحداهما في قرية بوينيس جنوب تندلتي، والأخرى بقرية ملعبة جنوب شرق تندلتي، ويقدر عدد المنازل في ا لقريتين 91 منزلاً بصورة كلية، فضلاً عن عدد 200 منزل تدمير بصورة كلية بمناطق متفرقة بمحلية السلام.. أما ولاية الجزيرة أكدت الجمعية أن 39 منزلاً بمحلية المناقل محاصرة بالمياه تماماً، وكذلك قرية الدوحة بمحلية جنوب الجزيرة، وكشفت الجمعية عن سيول في كل من جبال غرب سنار تجري في اتجاه محلية الجزيرة والمناقل، لكن لم تحدث أضرار حتى الآن بجانب أمطار غزيرة في محلية ود الحداد بلغت 70 ملم، وفي القرية 33 محلية أم القرى فقد وصل عدد المنازل المنهارة كلياً الى «165» منزلاً، وفي ولاية سنار هناك سيول في منطقة غرب سنار، حيث تأثرت 6 قرى، وما زال متطوعو الهلال يواصلون مسحهم، وفي ولاية القضارف هطلت أمطار غزيرة، لكن دون خسائر تذكر، غير أن نهر القاش ما زال يوالي ارتفاعه، وقالت د. هويدا يس وزيرة الصحة بولاية النيل الأزرق إنهم قاموا بتشكيل غرفة للطوارئ برئاسة المدير العام بالوزارة وإشراف الوزيرة.. حيث قاموا بتوزيع المخزون الاستراتيجي بعد هطول الأمطار في كل رئاسة محلية، بجانب توفير المبيدات والطلمبات لرش الباعوض، وكذلك الناموسيات، وأكدت وضع خطة لتصريف مياه الأمطار، وقالت الوزيرة إن أكثر المناطق تأثيراً هي حي المك والوفاق.. حيث تم إنشاء مركز علاجي لتقدم الخدمات، وكذلك تمت كلورة المياه لكل المحليات، وأقرت بوجود حالات اسهالات بسيطة، لكن تمت معالجتها، وأشارت الى بعض المعوقات التي تواجه الوزارة من بينها الميزانية وإشكالية السيارات.. حيث قالت لدينا 3 سيارات فقط، موضحة أن كل سياراتهم فقدت أثناء الحرب.. وأضافت أنهم استعانوا بسيارات من كل من الدمازين وقيسان والتضامن لتسيير العمل. وفي السياق أعلن البرنامج القومي لمكافحة الملاريا انطلاقة الحملة القومية رقم 15 بتوزيع الناموسيات المشبعة طويلة الأجل غداً الثلاثاء لمدة 5 أيام، مستهدفة 9 ولايات، تشمل ولاية القضارف، وكسلا، والنيل الأبيض، والنيل الأزرق، وشمال وجنوب كردفان، وشمال وجنوب وغرب دارفور في 9 محليات، بتوزيع أكثر من مليون ناموسية، وقال مصدر بالبرنامج إن الحملة تنفذ بالتعاون مع منظمات الصحة العالمية، واليونسيف، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي عبر منهجية التغطية الشاملة.. مشيراً الى تغطية 3.3 مليون شخص، مؤكداً بنهاية الحملة تصل التغطية الى 67% من المناطق المستهدفة، فيما ينفذ خلال الحملة إحلال ناموسيات جديدة بدلاً من التي استخدمت لمدة 3 سنوات، وأكد المصدر أن عدد الإصابات بالملاريا انخفضت من 27 ألف حالة الى 19 ألف حالة.. وذلك حسب آخر احصائية، مبيناً أن الاحتفال الرسمي سيكون بمدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق، وناشد المحليات بتفعيل دور المجتمع لانجاح البرنامج بالتركيز على القضاء على الطور المائي، وعدم الاعتماد على الرش الفضائي.. مشيراً الى قيام حملة أخرى بتوزيع المبيدات الجديدة منوهاً الى أن المبيدات الجديدة تأثيرها يساوي 4 أضعاف القديمة، وفي 4 ولايات مطالباً المحليات بعدم اتباع سياسة التقشف لبرنامج الملاريا.
