شهدت ولاية سنار خلال الأيام الماضية أمطاراً غزيرة وسيولاً اجتاحت عددًا من القرى مخلّفة أضراراً كلية وجزئية في كثير من المنازل وقطعت الأمطار والسيول بعض الطرق التي تربط بين المدن والقرى. وكان المهندس علي المدني حمد النيل مدير عام وزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة رئيس اللجنة الفنية للطوارئ ومقرر اللجنة العليا قد استعرض الوضع الراهن بعد هطول الأمطار ذات المعدلات العالية والتي تجاوز معدلها العام حتى الآن ال «420 ملم» من بين أكثر من «600» ملم المعدل السنوي للأمطار بالولاية و«363» ملم معدل الأمطار في الدالي، وقال إن الضرر الكلي حوالى «500» منزل وأكثر من «400» منزل جزئي، وأضاف أن السيول هددت عدداً من القرى خاصة بمحلية سنار داعياً إلى مضاعفة المجهودات والاستفادة من كل فعاليات المجتمع والجهات الفنية بالوزارة والمحلية لتحريك وتفعيل طاقاتها وإمكاناتها لمعالجة الوضع وتوفير المبيدات والأدوية والأمصال، ودعا إلى توجيه أئمة المساجد للقيام بدورهم في الإرشاد والتوجيه للخروج من الأزمة، وأضاف المدني ل «الإنتباهة» إن اللجنة العليا الطوارئ بحثت في الاجتماع الطارئ الموقف والسبل الكفيلة لتأمين الجوانب الصحية والوقائية والتأكد من المناطق ذات الهشاشة لتجسيرها ودعم المتأثرين مشيراً إلى مجهودات الولاية في مجال تقديم المساعدات الإنسانية للمنكوبين وتوفير حوالى «500» جوال ذرة من ديوان الزكاة لغذاء المتأثرين فضلاً عن الجهود في مجال الإيواء وتوفير ألفي مشمع لإيواء المتأثرين، وقال إن المتأثرين بالسيول بقرية سنادة الزمزمي بمحلية سنجة تم إيواؤهم أهلياً لكن الطريق لم يسمح حتى الآن لوصول الآليات لفتح المصرف الرئيس للسيول ولإعادة الجسر الواقي للقرية، وأضاف المدني أن حي السلام بسنار وقرى النفيدية والسادرة واللخة وأم ساق وود عبودي بغربي سنار انصرفت عنها معظم السيول التي اجتاحتها في الأيام الماضية دون خسائر في الأرواح ولا في المنازل وأن الوضع الإنساني مستقر فيها كما أن الوضع مطمئن في قرى شرق سنار التي كانت معزولة بفعل الأمطار، مشيراً إلى أن احتقانات المياه التي حدثت بسبب الأمطار في بعض أحياء القلعة والدرجة وحي «14» بمدينة سنجة منسربة، وأوضح أنه تمت مراجعة كل المجاري قائلاً: إن المواطنين يمثلون عائقًا أساسيًا في سرعة انسياب المياه وهو ما نعاني منه داخل المدن وذلك لوضعهم لمتارس أمام منازلهم مما يعطل حركة المياه، واختتم تصريحه ل «الإنتباهة» بأن النيل الأزرق لم يتجاوز مجراه الطبيعي حتى الآن رغم المناسيب المرتفعة وذلك بفضل التحكم في سد الروصيرص. وأكد دكتور عبد الله الأبوابي مدير عام وزارة الصحة بالولاية ل«الإنتباهة» أن الوضع الصحي الآن مطمئن ولا توجد أي إصابات أو خسائر في الأرواح، وقال إن الوزارة وضعت خططًا للتدخل إذا حصل أي طارئ وإن غرفة الطوارئ بالوزارة تجتمع يومياً لبحث الموقف والوقوف على المستجدات إن وجدت لمعالجتها، مشيراً إلى بداية الرش لمكافحة البعوض والذباب، كما أشار إلى توفر المبيدات اللازمة، وأضاف أدوية الملاريا متوفرة.. وقال بدأنا الإجراءات لوضع التحوطات اللازمة لكل أمراض الخريف بما فيها الحمى النزفية مشيراً إلى زيارة وكيل وزارة الصحة الاتحادي للولاية دكتور عصام الدين محمد عبد الله الذي وقف على الوضع الصحي ووعد بدعم المركز للولاية في المجال الصحي. فيما أكد فواز محمد الشريف مدير وحدة السكر الإدارية ل «الصحيفة» أن «326» أسرة تضررت كلياً بفعل السيول وأن «265» منزلاً غمرتها المياه وانهارت «52» منزلاً تماماً وذلك بقرى ريفي السكر مشيراً إلى أن غرفة الطوارئ بالوحدة في حالة اجتماعات مستمرة وجاهزة لاستقبال الشكاوى، وقال إن المعينات الموجودة ليس بالقدر الكافي مناشداً بزيادة الدعم للمتأثرين. هذا وقد كشف الأستاذ إبراهيم علي إبراهيم المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر السوداني فرع ولاية سنار ل«الإنتباهة» عن جهودهم في مجال المساهمة في دعم المتأثرين بالسيول والأمطار بقرى السكر بمواد غير غذائية، وقال لدينا حوالى «20» متطوعًا يعملون في قرى السكر المتضررة بالسيول في مجال توزيع المعينات والتثقيف الصحي وإصحاح البيئة مشيراً إلى دعمهم أيضاً بمواد غير غذائية للعرب العائدين من دولة جنوب السودان بمعسكر شرق المزموم في أواخر الشهر المنصرم وشمل الدعم حوالى «1500» أسرة بمشمعات وبطاطين وفرشات وأواني منزلية وجركانات وذلك عبر «50» متطوعًا. ونرجو أن تكون أمطار خير وبركة ليسهم الفلاح في زيادة الإنتاج والإنتاجية وتتحسن سبل المعيشة للمواطنين.