هناك قصة للاطفال بعنوان اليس في بلاد العجائب الفها الكاتب وعالم الرياضيات الانجليزي لويس كارول في العام 1865 ، القصة تحكي سيناريو طفلة تدعى اليس سقطت في جحر ارنب وانتقلت الى عالم خيالي صادفت فيه العجائب من الرجل الحديدي الى الاسد والهمبول والساحرة الشريرة ، هذه القصة تنطبق تماما على واقعنا في السودان أو بالاحرى واقع الخدمات لدينا ، هذه الخدمات ساقطة في حفرة بعشوم من الطراز الاول والبعشوم للذين لا يعرفونه هو الثعلب المكار بلهجة أهالي الشمال ، ما علينا من المعروف أن دافعي الضرائب المتلتلة والمتنيلة بستين نيله في أي بلد بالعالم يتمتعون بالخدمات العامة مثل الحماية المدنية لارواحهم وممتلكاتهم والتعليم والخدمات الصحية ، الأمر يختلف لدينا تماما فالمواطن مضطر مثلا لتحمل تكاليف اطفاء الحرائق التي تشب في منزله او ممتلكاته مثل هذا السيناريو لا يحدث في اتعس دولة بالعالم ولكن لاننا نعيش في بلد العجائب فإن مثل هذه الامور غير مستغربة لدينا ، فطالما ان الموطن يدفع الضرائب حتى وان كانت عشوائية يحق له ان يتمتع بخدمات الحماية والصحة والتعليم مجانا ، ما يهمنا هنا الخدمات الخاصة بالحماية المدنية وهي من وجهة نظري لا تلبي احتياجات المواطن المغلوب على امره ، نحن بحاجة ماسة الى انتفاضة في خدمات الحماية المجانية ، تصوروا ان يتعرض مواطن او مواطنون الى التوهان في الصحراء بلا ماء او زاد ، وفي مثل هكذا حالات فالعوض على ارواح هؤلاء وما على ذويهم سوى الترحم عليهم لانهم لن يجدوا أي جهة تهب لانقاذهم بالطائرات العمودية وفرق البحث والانقاذ ، الامر يختلف تماما في البلاد التي تقدر مواطنيها ففي حالة اختفاء أو توهان أي شخص في البحر او الصحراء فان الجهات ذات العلاقة تستنفر طاقاتها لانقاذه ، اقول قولي هذا وفي الحلق غصة وفي القلب حزن لما يحدث لدينا ، ربما تكون مآسينا المتواصلة منذ الاستقلال هي التي اثرت على خدمات الحماية لدينا ، السؤال هل سوف يستمر الحال هكذا ام ان الواقع سوف يتغير ؟ انه سؤال ساخن يبحث عن اجابة شافية ، ولان الدفاع المدني يلعب دورا هاما في الحروب والكوارث فان الضرورة تقتضي الاهتمام به وترقية خدماته بما يلبي احتياجات السلامة العامة وتوفير المعدات واجهزة الانذار المبكر ليؤدي المهامات الموكلة له على اكمل وجه وفوق هذا كله تخفيف العبء على المواطن وعدم تحميله تكاليف اطفاء الحرائق او رسوم انتقال المعدات الى موقع الكارثة ، اسال فقط اذا وقع حريق في منزل اسرة فقيرة مغلوبة على امرها هل تتصل بالدفاع المدني لاطفاء الحريق ام تقوم وحدها باخماده بالتراب وجرادل الماء خاصة وانها لاتمتلك حتى حق العشاء ؟ وآه يا ناري