تتجه الأوضاع داخل حركة جيش تحرير السودان الموقعة على السلام للانفجار من جديد بسبب الخلافات العاصفة بين قياداتها التي ظلت طي الكتمان، ففي الوقت الذي قررت فيه قيادات الفصائل الثلاثة المكونة للحركة التي نشطت جراء الخلافات التي ضربتها بعد عودة رئيسها السابق مني أركو مناوي للتمرد، قررت الوحدة فيما بينها قبل انعقاد المؤتمر العام للحركة المحدد له نوفمبر المقبل تمهيداً لإكمال استحقاق للتحول لتنظيم سياسي فاعل يكون قادراً على مواجهة التحديات خلال المرحلة المقبلة، وشددت ذات القيادات على أهمية الابتعاد عن الأجندات والمصالح الشخصية التي قالت إنها أضرت بقضية دارفور وأطالت من أمد الأزمات التي يعاني منها شعبه، وقال نهار عثمان نهار رئيس الفصيل المنشق من الحركة ل(آخر لحظة) أمس إن قيادات الفصائل تفاجأت بفصيل مصطفى تيراب وزير الدولة بالثقافة يعلن تكوين لجنة عليا من قياداته برئاسة رئيس الحركة مخالفاً بذلك الاتفاق المبرم بين الأطراف الثلاثة والذي قضى بتوحيد الفصائل والجهود قبل المؤتمر، الأمر الذي يشير إلى عدم جدية الحركة في تجاوز الخلافات غير المبرأة دعماً للسلام والاستقرار، لافتاً النظر إلى أن ما حدث يؤكد أن فصيل تيراب يعاني من خلافات طاحنة بين قياداته وهو ما دفع نائب رئيس الحركة الدكتور بشارة أحمد الطاهر مستشار والي شمال دارفور لتجديد الثقة في اللجنة القديمة التي كونتها الحركة في وقت سابق للترتيب المؤتمر الحركة وحدد تاريخاً مخالفاً للتاريخ الذي حددته اللجنة التي كونها تيراب، وأوضح نهار أن قادة بعض الفصائل يتخوفون من الوحدة لأنهم يخشون من فقد مواقعهم دون مراعاة للمعاناة التي يعيشها أهلهم في دارفور ومعسكرات النازحين واللاجئين، وطالب نهار فصيل تيراب بإلغاء القرارين اللذين اتخذهما الرئيس ونائبه حتى لا تظل تغرد خارج السرب، وأبان إذا استمر الأمر على هذا النحو فذلك يعني أن جهود الوحدة مهددة بالفشل والانهيار.