الدكتور لوكا بيونق ابن السودان لأنه مواطن من مدينة أبيي قال في تصريح له أمس إن الحركة الشعبية «قطاع الشمال» التي يتزعمها مالك عقار وياسر عرمان وعبدالعزيز الحلو.. قد «تعبت من الحرب وتريد الوساطة الإقليمية لحل خلافاتها مع حكومة السودان».. لكنه لم يوضح أسباب التعب من الحرب التي اختارها القطاع طوعاً.. قصة قطاع الشمال أنه اتخذ «استعداء» أي حكومة في الخرطوم مبدأ أساسياً في تعاطيه مع قضايا البلاد.. والآن سيدفعون ثمن «الاستعداء».. فقد وقفوا مع الحركة الشعبية في الفترة «1983 2010» حتى انفصل الجنوب.. حيث كانت الحركة الشعبية توفر لهم الدعم المالي والعسكري.. وبعد الانفصال وفرت لهم المعسكرات قليلاً من الدعم الذي ظل يتقلص حتى من الدول الأوربية.. ليجد «القطاع» نفسه الآن أمام موقف «لا يحسد» عليه.. فهو يريد المضي في حربه ضد الحكومة حيث جدد عقار وعرمان والحلو في اجتماع قيادة القطاع الأسبوع الماضي بأنهم سيمضون في تنفيذ عمليات عسكرية ضد الحكومة.. بينما القطاع يواجه ضغوطاً من دولة الجنوب «التي تواجه هي الأخرى ضغوطاً دولية» للتفاوض مع الحكومة حسب القرار الأممي (2046) لحل الخلافات في النيل الأزرق وجنوب كردفان.. وهي خلافات يمكن حلها إجرائياً لأنها تتعلق بوضعية قوات قطاع الشمال وفك ارتباطه بدولة الجنوب وإعادة دمجه أو تسريحه.. وهذه البنود يرفضها عرمان والحلو وعقار لأنهم يفتقدون للسند الجماهيري ويرهنون مستقبلهم السياسي بوجود هذه القوات.. ولا يمكن لأي دولة قبول قوات تحمل السلاح خارج إطار قواتها النظامية.. إذن لم يتعب عقار أو عرمان أو الحلو من الحرب لكنهم أدركوا أن جوبا إذا ما توصلت لاتفاق نهائي مع الخرطوم فإنها ستطلب منهم وقف عملياتهم العسكرية ومغادرة أراضيها.. وبهذا سيكون القطاع أمام خيار واحد هو التفاوض مع الحكومة والتوصل لاتفاق بأي ثمن.