كان الزعيم عادل امام يجلس على القهوة؛وطاولته تطل على الشراع،وسمع هرج ومرج وأصوات تتعالى.. لتتضح بعدها الصورة وتظهر داليا البحيري محمولة على الأكتاف وهي تهتف ومن خلفها يهتف وراءها ب(مش ح نسلم مش ح نبيع .. مش ح نوافق على التطبيع..)؛ويأتيك المشهد التالي بدخول شريف خيري (عادل إمام) وسط المظاهرة المنأوية لإسرائيل،ويظهر بعدها يحمل داليا ويهتف وراءها دون أن يدري ماذا يقول...! فيلم السفارة في العمارة كشف لنا أن العاطفة تأخذ صاحبها حيث لايدري؛فهاهو بطل الفيلم يتقلب بين موقفين،وأقواهما كان رفضه للتطبيع بعد رؤية (إياد) أبن صديقه الفلسطيني وهو يُحمل شهيدا بعد غارة إسرائيلية على قطاع غزة،عندها رجعت نخوته العربية؛ليطلق صرخة تهتز لها سماعات أجهزة الصوت؛وبالتالي يهتز لها حس المشاهد نفسه.. مايحدث في الفيلم من مشاهد مثيرة؛يدخل ضمن التحفيز والتشويق،الذي لايبتعد عن الكوميديا والضحك؛وهو يبث رسالة واضحة في ذات الوقت أقلها توضحيا أن فتاة الليل التي أحضرها شريف خيري من البار،ورأت الصاروخ في غرفة النوم بشقته المقابلة للسفارة؛صرخت وهي تقول صاروخ،وتعجب خيري وهو يعقب عليها بأن لا تبالغ كثيراً..!وبعد مشهد إنفجار الصاروخ ودخول قوات الحراسة؛تعرف بائعة الهوى أنها موجودة بشقة تجاور السفارة الإسرائيلية..! لترجع لشريف خيري أمواله الإماراتية رافضة أن تبيع جسدها ل(خائن) على حد قولها... كنا في فترة ليست ببعيدة نمارس لعبة كرة القدم؛بملعب الكمبوني في ليالي شهر رمضان الكريم،وهي عادة درجنا عليها مع عدد من الأصدقاء،وكانت تمارين شبه يومية،نتحرك في شكل (كنفوي) من مدينة أم درمان؛وصولا لملاعب الكمبوني المعروفة بالخرطوم،وكنا مجموعة شباب؛وبيننا عدد من النجوم المعروفين الذين يلعبون بالدرجة الممتازة والدرجات الأخرى،وآخرون - كنت منهم- يعشقون لعب الكرة كهواية فقط وفي ذات الوقت يجيدونها وب(حرفنة) كمان؛تؤهلنا للعب كرة القدم في أكبر الدوريات ? مقارنة بلعيبة الدوري الممتاز الأن - فخماسياتنا كانت دائما تبدأ بعد منتصف الليل،و صادف أن حضر الكابتن هيثم مصطفى برفقة الأخ والصديق أيمن مبارك أبوجيبين؛وكان البرنس وقتها يهز ويرز - كما هو الأن- صادف وقتها وجود الكابتن والصديق أمير مصطفى (كاريكا)،وعدد من النجوم؛وكانت هذه أول مرة أقابل وأتعرف بالكابتن والأمير هيثم مصطفى..وتمنيه معنا في ملعب الخماسيات وقتها حقيقة،فهو النجم ودونه تأتي بقية النجوم لاشك في ذلك.مع العلم أنني كنت سأواجهه في دوري كليات علوم التقانة؛حينما كان يلعب لمنتخب تقنية المعلومات برفقة أبوشامة وحمد كمال،وآخرين.. وكنت أنا بمنتخب علوم كمبيوتر وقتها،ولكني لم العب؛ولا أذكر لماذا..! أما العقيد حسن محمد صالح،فأنا أعرفه منذ ربع قرن تقريباً،فهو زميل ودفعة وصديق شقيقي العميد معاش محمد أبوالعزائم،ويسكن في الثورة الحارة الخامسة،ولعب معنا الكرة في ميدان الأولى الذي (جرى) فيه الكابتن السر مصباح،وطارق أحمد آدم وأبن عمتنا أحمد عبدالمنعم الجقر،وود الجنيد عليه رحمة الله،وحاتم معني،وأبورقة وكاريكا أخوان جميعهم؛سكسك و هيثم السعودي،وفائز نصرالدين..والقائمة لاتكفي.وكان حريفاً العقيد حسن ورياضيا وقتها،وله تسديدة لاتصد ولاترد،وهو شخصية محبوبة جدا،ورجل خدوم،والعسكرية تجري بعروقه،وهي كالدم؛ فيها من الكريات حمراء وبيضاء،اي فيه الصرامة واللين..ويمتاز بعلاقته الجيدة مع جميع من حوله؛صغاراً أو كبار. المشكلة الضجة التي تحدث الأن ليست من صالح فريق الهلال،أو جماهيه التي تتعطش لكأس خارجي هو الأقرب الأن بحكم جاهزية الفريق وتناغم لاعبيه،وحسن فعل كابتن هيثم بطي هذه الصفحة لحين الإنتهاء من مباراة الإنتر المقررة أمس وأنا هنا أطالب البرنس وسعادة العقيد حسن بالجلوس أرضاً وإخراج كل مافي القلوب والضمائر،فالمكان ليس بمكانهما؛ولا الزمان..فكما قال أستاذنا هساي أن الهلال فوق الجميع،ويكفي الأمير الحقيقي كابتن منزول.. هيثم مصطفى هو بطل موضوعنا؛وسيكون له خيارين هما بمثابة موقف،ستبنى عليهما الكثير من مواقف الشارع الهلالي،فأما أن يمجد هيثم اسمه كما مواقفه التي تناسي فيها نفسه ليسمو باسم الهلال المؤسسة والكيان،وله في ذلك حكاوي وقصص؛وموقفه الثاني هو أن يسجل اسمه في خانة من ذهب بلاعودة،فبمثل هذي المواقف يعرف الشخص ومعدنه؛خاصة إن كان في خانة ال(يك)..!وهو موقف الزنقة زنقة ياهيثم ياصديقي،فأنت قائد ونجم فوق مستوى الشبهات؛وكل فعل أو قول يحسب لك أو عليك.. أقترح بعد مباراة الإنتر لعبت اليوم أن يجلس سيدا مع أخونا العقيد حسن وعلى مائدة فطور كمان وفيها ملح وملاح..للتصافي والتراجع عن ماعلق بالقلوب،وهي جلسة من الممكن أن يحتضنها بيت أي هلالي عادي،جيبوه من الشارع؛وسيسعد بمثل هذا الأمر مادام ذلك في مصلحة الهلال الكيان والمؤسسة.