التهاب الكبد الفيروسي الوبائي «اليائي» بات من الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان بصورة كبيرة، وازدياد معدلات الإصابة بالمرض بنسب متفاوتة حول العالم وفق احصاءات منظمة الصحة العالمية.. فهو مرض يسببه أحد الفيروسات التي تصيب الإنسان.. ويأتي في المرتبة الثانية بعد الايدز والسرطان، وكاد أن يصبح الوباء الخطير القادم.أشارت تقارير عدد من المعامل إلى ازدياد عدد الحالات اليومية ما بين «4-6» حالات و «60-70» حالة شهرياً وأن غالبية الحاملين للمرض لم تظهر عليهم أعراضه. «آخر لحظة» حملت أوراقها وطرقت أبواب عدد من الجهات وطرحت تساؤلاتها حول هذا الوباء الخطير وخرجت بهذه الحصيلة فإلى المضابط: 4-6 يومياً: كانت البداية من داخل عدد من المعامل، حيث أكد فادي ميرغني اختصاصي مختبرات طبية عن ارتفاع نسبة هذا العام مقارنة بالعام السابق موضحة أن عدد الحالات يومياً ما بين 4-6 وفي الشهر ما بين 60 -70 حالة مضيفاً أن السودان من أكثر دول القارة الافريقية التي ينتشر فيها هذا المرض بنسبة كبيرة، خاصة في الآونة الأخيرة، وأن الذين يأتون للكشف بناء على توجيهات الأطباء في حالات السفر وغسيل الكلى وغيرها. وتقول شيراز فوزي- تقني معمل- إن عدد الحالات التي تمر عليها خلال اليوم ما بين 2-3 غالبية الحاملين للمرض لم تظهر أعراضه، وأن أكثرهم ما يعرفون عنه شيئاً فقط «فحص السفر» وعدم اكتراث المرضى لمراجعة الطبيب، ويعيشون حاملين للمرض ونقله للغير. ارتفاع نسبة الإصابة: فيما كشفت احصاءات الطب الوقائي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم عن ارتفاع نسبة الإصابة بالمرض مقارنة بثلاثة أعوام سابقة. أوضحت أن عدد المترددين في العام 2009م حوالي 3374021 والاصابات 1238 حالة بنسبة 0.40 والدخولات 211 حالة بنسبة 0.11 والوفيات 37 حالة بنسبة 0.49 بينما وصل عدد المترددين في العام 2010م إلى 3319434 حالة، والإصابات 1885 بنسبة 0.60 والدخولات 290 حالة بنسبة 15. والوفيات 23 حالة بنسبة 0.23 وكان عدد المترددين في العام 2011م 3399870 والاصابات 1726 حالة بنسبة 0.51 والدخولات 315 حالة بنسبة 0.18 والوفيات 30 حالة بنسبة 0.45. وذكرت الاحصاءات أن عدد المترددين في النصف الأول من العام الحالي 1737654 والاصابات 213 بنسبة 0.24 والوفيات 10 حالات بنسبة 0.45 مع احتمالية الزيادة حالياً. 15-50 يوم: يقول دكتور عبد الرحمن العشي مدير إدارة البحوث بوزارة الصحة إنه مرض يصيب الكبد ويؤثر على الأجهزة المختلفة في الجسم، وله أنواع (C.A.B) بالإضافة لأنواع أخرى صغيرة ولا يشكل- (.A) - خطورة فهو يسبب اليرقان وينتقل عن طريق المياه والطعام الملوث، وببراز المصاب ويصاب به حوالي 10 ملايين كل عام حول العالم، خاصة المناطق الفقيرة وفترة حضانته (15-50) يوماً، ولا يسبب ضرراً للكبد، وتتمثل أعراضه في فقدان الشهية والحمى والارهاق آلام البطن، والاسهال، والاكتئاب وليس له علاج محدد، وينصح بالابتعاد عن الأغذية الدهنية والكحول، والإكثار من السكريات والسوائل، وللوقاية تعقيم مصادر المياه والمحافظة على النظافة العامة. أما (B) فيعرف بالتهاب الكبد المصلي لانتقاله بالامصال، ويظل فتره طويلة وينتقل عن طريق الاتصال الجنسي ونقل الدم الملوث، وأدوات الحلاقة، أو نقل أي سوائل من الجسم المصاب للسليم.. وللوقاية ينصح بتجنب أسباب انتقاله واستخدام أدوات المريض الشخصية، والنوع (E) فهو يصيب الحوامل فقط، وله علاج واعتماده على النظافة ومحافظة المصاب على النظافة ليحد من انتشاره. الوباء الصامت: موضحاً أن هناك الكثير من الأوبة بين الفيروس 2 و B والأكثر عداداً فيسمى (2) وبالوباء الصامت حيث يبقى مجهولاً ويشخص في مراحله المزمنة، ويصيب على الأقل 170 مليون شخص على مستوى العالم. ووفقاً لاحصائية منظمة الصحة العالمية فإن 80% من المرضى يتطور عندهم المرض لالتهاب مزمن منهم 20% يصابون بتلف الكبد و 5% بسرطان الكبد، وخلال ال (10) سنوات القادمة تنتقل عدوى (2) عن طريق نقل الدم وزراعة الأعضاء، وغسيل الكلى، موضحاً بأنه ينتقل بسهولة بين الأزواج، ومن الأم الحامل للجنين، والطعام والشراب، وتقدر نسبة التي تتحول من حاد إلى مزمن70- 85% ومن مزمن إلى تليف ب 25%. وأكد عدد من الأطباء على ارتفاع معدل الحالات في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة. وقد أظهرت دراسة طبية حديثة عن تطور مصل مضاد لفيروس الوبائي (B) يعمل على توفير الحماية نحو 25 عاماً، وقد أجريت الأبحاث على مجموعة من الأشخاص دون 25 عاماً الذين أخذو المصل نحو 20 عاماً، أشارت 5المتابعة لتراجع فرص عودة المرضى لمستخدمي المصل بنسبة 79% مقارنة بعدد من «الأمصال» الطرق العلاجية الأخرى. أوضحت إدارة الوبائيات بالطب الوقائي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم. إن تدهور صحة البيئة وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، وموسم الأمطار، والفضيانات، والإزدحام، من العوامل التي تساعد على انتشار المرض، وتنتقل العدوى عن طريق الماء الملوث بالفضلات المحتوية على الفيروس، والأكل الملوث وغير المطهو جيداً، والفواكهة والخضروات غير المغسولة جيداً، وأن على الماء يطهره من الفيروس ولكن الكلوره غير معروفة التأثير. أشارت لوجود مناعة طبيعية ضد المرض عند الأشخاص الذين سافروا إلى مناطق موبوءة بالفيروس تعادل 2%، ولا يوجد لقاح للمرض، والمصل المستخلص لا يقي من انتشار المرض، وظهور الحالات ومعدل الإصابة الكلى يعادل 4%، وارتفاع معدل وفيات الحوامل خاصة في التلتين الأخيرين من الحمل قد يصل إلى 25%، ومعالجة حالات فقدان السوائل، وعند الجفاف الشديد يحول المريض إلى المستشفى، وينصح المريض بمزاولة نشاطه العادي على حسب استطاعته.