ولي زمان الشارب الكثيف الذي يمكن أن يقف عليه الصقر ، والشنبات خشم بيوت ، هناك الشارب المعكوف ، الملفوف ، المنكوش ، الكث ، الرفيع ، إلى غيرها من المسميات ، وللفنان اللبناني توني حنا أغنية مطلعها « لا تحلفيني بالشنب لا تعشميني بالعتب إلى آخر النص ، لكن في الخطاب الغنائي السوداني حسب معلوماتي لم يرد إسم الشنب على الإطلاق ، المهم في الماضي كان الرجل يتباهي بشنباته ، على أساس إنها من مقومات الرجوله والذي منه ، لكن يبدو أن هذه الظاهرة لم يعد لها وجود في الراهن ، لأن الشارب في بعض الأحيان يضر صاحبه ما يجعل الإنسان يلعن سنسفييل أبو الشنبات ، على فكرة أطرف الحكايات عن الشنب اللعين حدثت في الهند حينما جرى طرد مهندس كمبيوتر من عمله بسبب شواربه الطويلة ، وجاء في تعليل الشركة أن سعادة المهندس يمضي وقتا طويلا في تهذيب شاربه في حمامات الشركة ، أبو الزفت ، وفي الوقت الراهن فإن الكثير من الشركات والمجموعات التجارية تبحث عن الكوادر الناعمة حليقة الشارب والشنب ، المهم من الآن فصاعدا على الجميع المحافظة على شنباتهم ولحاهم ، أقول لحاهم رغم تحفظي الكبير على بعض أصحاب اللحى أيا كان نوعها ، لأن هناك شريحة من أدعياء التدين يختبئون خلف اللحى والدين والإستقامة منهم براء ، ومن هؤلاء الكثير من المسؤوليين النافذين ونظرائهم الجربانين إلى آخر قائمة التمسح بالدين ، للأسف ظاهرة اللحي نمت وترعرعت منذ أن أمسك الإنقاذيون بشنبات السلطة في السودان ، فالشخص الذي كان لا يعرف ألف باء التدين أصبح يفتى على عينك يا تاجر ومن عتاة المتبحرين في حراك الدين ولله في خلقه شؤون ، وبالنسبة للشوارب ، أجزم أن الشنب في الوقت الراهن ، حتى وأن كان شبيه بشاربي الجربان فقد ولت موضته وأصبح في خبر كان واخواتها ، المهم الدعوة إلى الحفاظ على الشوراب واللحى لها مبرراتها ، إذ تشير آخر الإبحاث إلى أن شعر الوجه بالنسبة للرجل يعتبر بمثابة فلتر للحماية من الاورام الناتجة عن أشعة الشمس فوق البنفسجية ، والتي ربما تنتهي بإصابة الإنسان بالاورام الخبيثة حمانا الله وإياكم منها وبالعربي الفصيح أن ثمة دراسة أسترالية كشفت عدييييل كده أن الشوراب الطويلة التي تربط الجاموس ، واللحية الكثيفة يوفران حماية كبيرة من أضرار الاشعة فوق البنفسجية ، إذن طالما أن الأمر كذلك أدعو جميع الأصدقاء و الأخوة الاعداء إلى المحافظة على شواربهم ولحاهم ، خاصة وإننا ولله الحمد نتمتع بطقس مشمس من العيار الثقيل ، كما أن الشلهته والجري وراء لقمة العيش في شمس الله أكبر تدعو الإنسان إلى إطلاق لحيته وشواربه ، بحيث يكون الشارب إذ دخلت بين طياته نملة أمها داعيه عليها لن تخرج الا بمساعدة صديق وكله بأجره .