بين اليقظة والأحلام بين أجفان تقول للنام...وبين فيروس النزلة يقول لي كضابة ده بعدك... حتساهري الليلة وتزازي بين العطاس واللهاث «وبين دموع العين يا حبيب العين انت وينك وين»، يزداد المرض في الليل بعد أن أعطاه المتنبئ تصريحاً ورخصة خصوصاً الحمى.. حين قال وزائرتي كأن بها حياء فليست تزور إلا في الظلام... الجراثيم اللعينة ماصدقت وعملت فيها خجلانة.. وبس المغرب يمغرب ويقعوا فيك «فرم».. وهجد الأنام وأنا وحدي مساهر، وتقعد تولول آآآخ.. ياامي.. وتكون أمك ميتة مشكلة كبيرة، والعجب تقول يا ابوى ويكون ابوك ذاتو ميت.. ماتعرف تمشي وين.. الغريب الواحدة والواحد مابقولو «يازوجي يا زوجتي» يقولو كيف وهي وهو عارفين التاني شمتان ومبسوط على الأقل «نقه مافي كم يوم» منو القال ليكم نقه المرض كمان افظع خصوصاً وأن ليس على المريض حرج.. أصابتني انفلونزا كاربة تواطأت مع الإرهاق والتعب في سبيل السعي في مناكب الأرض المليئة بطين مطرة العيد، وانشبت أظافرها بلا رحمة في حلقي وصدري وراسي، ومعروف أننا في السودان بالذات نعاني من أشرس أنواع البكتريا والجراثيم... مرضنا عينة ومقاومتنا صفر... يمكن من نوع الأغذية أو طريقة التعايش واللامبالاة في الوقاية، وممكن برضو لأنو حظنا عاثر «في الكورة.. والدراما.. والصحافه والمرض ..» جراثيم مسلطة ورغم ضعف بنيتنا ودمنا الثقيل... القليل لكنها تستمرأ العيش والبقاء والمكوث فهي «ملعونة» لا تزداد وتتكاثر وتقيم إلا في البيئات الضعيفة... ومَن أضعف مِن إنسان السودان ونسوان السودان... شغالات في البيت وبرة البيت.. ولو عيانة ما معفية من الخدمة...استعصى عليّ التذكار.. متى أخذت آخر إجازة؟ سامرت الليل ودعوت الله وأكثرت من السجود والاستسلام... دعوت الله كثيراً أن يعفو ويكفر عني وأمة محمد من ذنوبنا وسيئاتنا... يمكن دي حسنة المرض الوحيدة تذكر بالموت... ونرى حينها جلياً أي نعمة كنا نرفل فيها...! زاوية أخيرة: طبعاً كثير من الأزواج يتمنون أن ينتهي المرض «بنعي أليم مأسوف على شبابها» عشان تفضي الخانة... ده بعدكم.. الغريب أن النزلة إذا عالجتها استمرت أسبوع، وإن لم تعالجها استمرت سبعة أيام..!!