جاء زميلنا الأستاذ صبري جبور أغبراً أشعثاً عيونه تحمل أسىً وحزناً ظاهرين.. بدأ مرهقاً ومتعباً ونحن نطالبه الإسراع بكتابة تقريره الإخباري حول المظاهرات التي اندلعت في الخرطوم أمس.. ذهبت الأولى للسفارة الألمانية بشارع البلدية وذهبت الثانية سيراً على الأقدام وعلى ظهور الحافلات للسفارة الأمريكية بضاحية سوبا جنوبالخرطوم.. صبري قال إنه يشاهد لأول مرة في حياته إنساناً يقتل دهساً بالسيارة التي أمامه!! «جبور» نقل تفاصيل حزينة وباكية!! ومثلها نقلت وسائل الإعلام «صوراً حزينة» لمقتل السفير الأمريكي بالقنصلية الأمريكية ببنغازي كريس سيتفنز ومعه ثلاثة أمريكيون.. لقد كان المشهد حزيناً ومثله مشاهد أخرى لإصابات وجرحى في العاصمة المصرية القاهرة والعاصمة اليمنية صنعاء وعواصم ومدن عربية وإسلامية أخرى.. كل هذا يتحمل وزره «سام باسيل» الإسرائيلي اليهودي ومعه أفراد الطاقم المشارك في وضع الفيلم بما فيهم الأقباط المصريون.. هؤلاء أشعلوا فتنة.. هم لم ينتجوا فيلماً رديئاً ومسيئاً للإسلام وللمسلمين ولكنهم أنتجوا أفلاماً من «التطرف» والكراهية والازدراء الغير مبرر نحو الإسلام والمسلمين. دائماً الباديء أظلم والازدراء من الإديان بدأ من تلك «الآيات الشيطانية» التي ألفها «سلمان رشدي» مروراً بالرسوم الدنماركية بكل تداعياتها السالبة وانتهاءً بهذا الفيلم الذي أقام الدنيا ولم يقعدها حتى الآن. وزيرة الخارجية الأمريكية هلاري كلنتون وصفت الفيلم بأنه مسئ للإسلام وأنه «مقزز».. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا الاندفاع نحو إنتاج هذه الأعمال «المقززة» في كل مرة.. يتم تصدير مثل هذه الأعمال المقززة والنتنة والأمر ليس مصادفة أن يتزامن هذا العمل الأخير مع ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر.. الهدف الإبقاء على الصورة الذهنية السالبة للمسلمين عند الرأي العام هناك المقصود من هذه المخططات ليس إغضاب المسلمين وإثارتهم فحسب بل إنتاج أفلام «مجانية» أخرى تصب لصالح الفكرة الأساسية. الآن الفضائيات ووكالات الأنباء والصحف تنقل مشاهد الغضب والمظاهرات التي تعم العواصم العربية والإسلامية وتحاصر السفارات الأمريكية والغربية في هذه العواصم وصور حرق الأعلام وتحطيم الاسوار ومشاهد «الشد والجذب» بين المتظاهرين والسلطات في تلك العواصم بكل ما نعرفه من إفراط في استخدام القوة وسقوط ضحايا وأشلاء وضرب وهراوات ورصاص مطاطي وقنابل مسيلة للدموع.. وهذا بالضبط ما يريده «المخرج» الذي يقف وراء هذه الأعمال... المطلوب هو المزيد من تشويه صورة الإسلام والمسلمين وإظهارهم على هذا النحو الذي يريدونه. ü الكرة الآن في ملعب الغرب والذي هو مطالب بمحاربة هذه الظاهرة وإدانتها حتى لا تكون سبباً لتهديد الأمن والسلم الدوليين.. فالإساءات المتكررة لا يمكن تبريرها بحجة حرية الرأي والتعبير. üالاعتداء على المقدسات الدينية هو وجه آخر من وجوه الظلم الذي يرفضه الجميع.