فرض الهلال نفسه فارساً على الأحداث التي تشهدها ساحة الرياضة السودانية هذه الأيام مابين قرار إعادة الانتخابات وكسب صلاح إدريس طعنه ضد المفوضية وحرب التصريحات الدائرة بين الدكتور كمال شداد رئيس الاتحاد السابق من جهة وضباط الاتحاد بقيادة معتصم جعفر محل النزاع من جهة أخرى، وسط كل هذه الأحداث نجح هلال الملايين في ترويض الاتحاد الليبي وتفكيكه إلى أجزاء متناثرة، بعد أن فاز عليه بهدفين مقابل هدف في اللقاء الذي جمع بينهما أمس الأول على ملعب الحادي عشر من يونيو بالعاصمة طرابلس ضمن مباريات الجولة الأولى لمرحلة لمجموعات وجلس الأزرق على الصدارة مستفيداً من تعادل الجيش النيجري ودجوليبا المالي سلبياً، وذلك بعد أن قدم الهلال مباراة رائعة المستوى تجلت فيها روح العزيمة والإصرار من قبل اللاعبين الذين أبدعوا في تنفيذ التكتيك الذي رسمه لهم الجهاز الفني بقيادة الصربي ميشو ومساعده طارق أحمد ادم وامتعوا الجالية السودانية بليبيا وكل من وقف امام شاشة قناة الجزيرة الرياضية التي نقلت المواجهة، وقد كسب الهلال الرهان بعد أن أقسم لاعبوه قبل المغادرة إلى طرابلس وأمام جمهورهم على العودة بالنقاط الثلاثة، لقد قدم الهلال مباراة مليئة بالدروس والعبر للذين يديرون دفة الكرة السودانية ، وهو يرفض بالصوت العالي خيار التجميد الذي قد يكون سيفاً مسلطاً على عنق الكرة السودانية إذا رفضت وزارة الشباب والرياضة إعادة انتخابات اتحاد الكرة والامتثال لقرار الفيفا وبهذا الانتصار فتح الهلال باب الحوار بين كل المتصارعين ليجتمعوا على كلمة سواء ويجنبوا الكرة السودانية من سيف العقوبات، حتى يواصل الهلال مسيرته الظافرة في الكونفيدرالية، حتى يحقق أحلام جمهوره العريض ويعيد السودان لمنصات التتويج الخارجي. لقد لعب الهلال أمام مضيفه الاتحاد الليبي على طريقة الكبار ونجح جهازه الفني في إختيار أفضل التشكيل المناسب لتحقيق الهدف المنشود ونجح هيثم مصطفى ومحمد أحمد بشة في تتويج مجهود زملائهم بهدفين رائعين قادا بهما الفريق للفوز الثاني على التوالي خارج أرضه وسيكون لهذا الانتصار ما بعده في مقبل الأيام.