أحمد الله كثيراً أن لي علاقات وطيدة وقوية مع عدد من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وقد لا أذكر حقيقة عدد الزيارات التي قمت بها إلى أرض الحرمين الشريفين، وقد كانت أولى زياراتي لها في العام 1973م ولم أزل وقتها تلميذاً أتلقى العلم في المرحلة الثانوية، ولم تكن تلك هي أولى زياراتي للمملكة العربية فحسب، بل كانت أول رحلة لي إلى خارج أرض الوطن السودان، ثم تتالت زياراتي إلى الأراضي المقدسة التي لم أنقطع عنها عاماً واحداً، الأمر الذي جعلني لا أعرف كم عدد المرات التي قمت فيها بزيارة هذه الأرض الطيبة المباركة، إذ يكفي أنني وخلال هذا العام الميلادي وحده «2012م» قد قمت بزيارة الأراضي المقدسة مرتين، الأولى امتدت من أواخر فبراير وحتى أوائل شهر مارس، بدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز، وزير الداخلية الحالي ونائب وزير الداخلية وقتها، ضمن وفد صحفي كبير ضم رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات البروفيسور علي محمد شمو، وعدد من رؤساء التحرير وبعض الكتاب المرموقين في الصحافة السودانية، بينما جاءت الزيارة الثانية مع أفراد أسرتي لأداء العمرة أواخر أبريل الماضي، التي نسأل الله أن يتقبلها القبول الحسن. وعندما تسلمت الدعوة الكريمة من سعادة السيد فيصل بن حامد معلا سفير خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم لأكون ضمن المدعوين للمشاركة في احتفالات سفارة المملكة العربية الشقيقة بالعيد الوطني الثاني والثمانين للسعودية مساء الأحد الثالث والعشرين من سبتمبر والذي صادف يوم أمس الأحد، سعدتُ بالمناسبة لكنني حزنت لأنني لن أشارك فيها، إذ سأكون قد غادرت عند الخامسة والنصف مساء نفس اليوم إلى العاصمة الأثيوبية «أديس أبابا» للمشاركة في أكثر من فعالية، أهمها حضور القمة الثنائية التي تجمع بين الرئيس عمر حسن أحمد البشير ونظيره الجنوب سوداني الفريق سلفاكير، ثم المشاركة في أعمال مؤتمر التجارة الأفريقية الثاني الذي ينظمه الاتحاد الأفريقي هناك. لكنني ومع هذا، أجد أنني لابد من أن أشارك ولو ب(كلمة) مكتوبة في هذه المناسبة، لأنها تعني الكثير بالنسبة لكل مهتم بشأن الدين والسياسة والمجتمع، فقد أعلن الملك عبد العزيز آل سعود في اليوم التاسع عشر من شهر جمادي الأولى عام 1351ه عن توحيد بلاد الحرمين (نجد والحجاز) تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها بعد جهاد حقيقي ظلت جذوته متقدة على مدى اثنين وثلاثين عاماً أرسى خلالها قواعد الدولة الجديدة الفتية التي حق لها ولآلها وقاطنيها أن يفخروا بتطبيق شرع الله والعمل بتعاليمه السمحة وقيمه النبيلة، مع القيام بكل المسؤوليات والتبعات المترتبة على هذا الأمر. رحم الله المغفور له الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود لما قام به من عمل جليل وعظيم، ولما حققه وأبناؤه من بعده في إرساء أسس العدل في بلاد الحرمين الشريفين. وكل عام والمملكة العربية الشقيقة بخير.. وكل بلاد المسلمين بإذن الله.