ترتب الرؤساء أعلاه مقصود !! فالرئيس البشير عندما خاطب حفل توقيع بروتكول التعاون بين السودان وجنوب السودان قال: (فخامة رئيس وزراء إثيوبيا، فخامة الفريق سلفاكير رئيس دولة الجنوب، السادة الوسطاء والحضور) ذكر البشير سلفا(ثانياً) مع رتبته العسكرية ولكن سلفا عندما جاء دوره قال:(فخامة ممثل رئيس وزراء أثيوبيا، فخامة ثامبو أمبيكي، فخامة الرئيس عمر البشير) ذكر سلفا البشير(ثالثاً) وبدون رتبته العسكرية وبدون (رئيس جمهورية السودان) عندما تم توقيع اتفاقية الخرطوم للسلام عام 1997 تابعنا ذلك عبر الفضائيات في صنعاء اليمن وقلت حينها لمن حولي لم تعجبني نظرات كاربينو ورياك مشار فرد علي أحدهم: (دي حساسية الشعراء) وقد أثبتت الأيام أن لام أكول كان أصدقهم نُشداناً للسلام والوحدة .. لا ينافسه في ذلك إلا الراحل أروك طون. فهل نستنبط من(الدغمسة) البروتكولية ! ومن تأجيل البت في قضايا الحدود وأبيي !! أننا في دورة عدم مصداقية جديدة؟ وهل نذهب إلى الظن بأن استئناف تصدير البترول الجنوب سوداني عبر الأراضي السودانية هو تعويض عن الوعد الإسرائيلي(الكاذب) بدعم خزينة دولة الجنوب بمليار وثمانمائة مليون دولار؟ وأن عائدات البترول سيتم بها تأهيل الجيش الشعبي لضرب الحدود(المرنة) واحتلال هجليج وأبيي والأخريات؟! أرجو أن يكون ظني آثماً فالله غفور رحيم وأتمنى أن يكون سلفا صادقاً فيما وقع عليه.. ولكن أناساً أخذوا وطناً وبترولاً مقابل السلام وكان أول انجازاتهم الوطنية هو إشعال الحرب ضد الدولة الأم لا ينبغي أن نعول كثيراً على مصداقيتهم.. وعلى كل فإن ما تم هو إنجاز لاشك في ذلك.. ولكن أن نطرب له حد الثمالة فذلك الشروع في الانتحار بعينه ولا يغرينكم انخفاض سعر الدولار في السوق الموازي، ولا تدفق البترول عبر أنابيبكم، وانتبهوا لأمريكا في شرق السودان !! وباقان في جنوب السودان! وجماعة عرمان في خاصرة السودان. فركت عيني عدة مرات وأنا أنظر إلى الرئيس مرسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة وهو يخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء 26/9/2012م فعندما قال: (إن السودان قدم تضحيات جسام بحثاً عن السلام والإستقرار، إلا أنه لم يتلق الدَّعم الدولي الذي يستحقه، وقد حان الوقت لمؤازرته) قلت في نفسي أين هذا الخطاب الراقي من قول حسني(دحنا كنا بنعاكس بعض)!) فالله الذي أبدل خطاب شمال الوادي، قادرٌ على أن يبدل خطاب جنوبالوادي بخطاب يحمل العرفان ويرد الجميل والله المستعان.