انطلق بالخرطوم أمس المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية بولاية الخرطوم والذي انعقد لأول مرة في العلن وسط حضور كبير من عضويتها وضيوف من داخل وخارج السودان على رأسهم أبو أحمد محمد ممثلاً لحزب الحرية والعدالة في مصر وممثلون للإسلاميين من سوريا والطرق الصوفية والسلفيين وجبهة الدستور الإسلامي. وقد شرف الجلسة الافتتاحية الشيخ علي عثمان محمد طه الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية، ود. الحاج آدم يوسف نائب رئيس الجمهورية، ود. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية. وقد أكد من خلاله الحاج آدم يوسف نائب رئيس الجمهورية أن السودان يعتمد الشريعة الإسلامية في كل تفاصيل المعاملات الرسمية، وأضاف بالقول «اسألوا القضاء عن كل القوانين والأحكام التي يحتكم فيها الناس»، وقال إن السودان الدولة الوحيدة في العالم التي منعت التعامل الربوي في البنوك، وأشار للضيوف من الدول المدعوة للمؤتمر أن هذه التجربة مهداة إليهم ويمكن أن تكون أنموذجاً للعالم الإسلامي الذي اعتلت الحركات الإسلامية أعلى المنابر فيه، داعياً إلى توسيع مواعين الحركة الإسلامية لتستوعب كل الشعب السوداني. وقال آدم لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم إن الدولة تسعى لاعتماد الشريعة الإسلامية في كل مناحي الحياة (الصحة والتعليم والمعاملات الاجتماعية)، وأن تنقل تجربة السودان للإقليم والعالم الإسلامي ولكل العام. وعلى ذات الصعيد أكد عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم أن الحركة الإسلامية تعتمد مبدأ المتابعة، مشيراً إلى أن الخطأ وارد من الإنسان لكن خير الخطائين التوابون، مبيناً سعيهم لما فيه خير الناس، وكشف عن خطتهم لفتح حوارات مع كل الحركات السياسية والدينية، مضيفاً بالقول (القريب منها والبعيد). ومن جانبه كشف د. عثمان الهادي الأمين العام للحركة الإسلامية بولاية الخرطوم اعتماد مبدأ المحاسبة لكل منسوبي الحركة الإسلامية في الحركة والجهازين التنفيذي والتشريعي، منبهاً إلى أن دستور الحركة الإسلامية لا يحاسبهم بمناصبهم وإنما من باب الأخوة والتناصح، مشيراً إلى أن هذا المبدأ سيشمل الجميع من أعلى الهرم إلى أدناه، مشيراً إلى أن ذلك سيجعل المسيرة ناصعة وبيضاء. ومن جانبه فاجأ ممثل السلفيين عبد الوهاب المؤتمرين بهجوم حول التجربة الإسلامية وقال إن السودان لم يقدم الأنموذج الأمثل للعالم، وإنهم منذ (25) سنة هجرية يطالبون بتطبيق شرع الله، وزاد (إلا أننا لم نجد من يجيب)، مضيفاً بالقول (إن ما يحدث الآن ليس تطبيقاً، بل تطبيل)، وأضاف بالقول (الحركة الإسلامية لم يحدث لها احتراق بل اختراق)، ودعا قيادات الحركة الإسلامية برفع يدهم عن الحكم إذا لم يستطيعوا تطبيق الشريعة، مؤكداً أنهم (جاهزون). وعلى ذات الصعيد انتخب المؤتمر الدكتور زكريا بشير إمام رئيساً للمؤتمر، ود. فاطمة عبد الرحمن محمد نائباً له ود. عبد الرحمن الأمين مقرراً.. وسيواصل المؤتمر جلساته غداً . وقد ضجت جنبات القاعة عندما كان ممثل السلفيين يتحدث ويهتفون «هي لله.. هي لله.. لا للسلطة ولا للجاه». ومن جانبه نبه ناصر السيد رئيس جبهة الدستور الإسلامي إلى أن الحركة الإسلامية لم تبدأ في القاعات الفخيمة، مبيناً أنها قويت بالنضال وتضحيات أبنائها منذ عشرات السنين، واستنكر استبعاد جبهة الدستور الإسلامي من دعوات الحكومة للدستور الدائم، مؤكداً أن جبهتهم تضم غالبية الأحزاب الإسلامية، مشيراً إلى أنهم الأقرب للدستور الإسلامي. ومن جانبه أكد د. معتصم عبد الرحيم رئيس اللجنة التحضيرية أنهم بدأوا التحضير لهذا المؤتمر منذ (4) أشهر، وقد استهل بالمؤتمرات القاعدية والقطاعية التي وصل عددها إلى 980 مؤتمراً أساسياً، كاشفاً البطء الذي لازم انعقاد المؤتمرات القاعدية.