رفض الناشط السوداني في قضايا الشفافية ومكافحة الفساد الصحفي الزميل عبد النبي شاهين المقيم في السعودية الدعوات التي أطلقها البعض على هامش ( مؤتمر الحوار الإقليمي لمنظمة الشفافية الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ) بأن تتخذ قضية الفساد المالي والإداري في دول العالم الثالث كمخلب قط جديد للمجتمع الدولي للتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول .ووجه شاهين خلال مشاركته في المؤتمر سؤالا مباشرا للبروفسور بيتر إيجن مؤسس ورئيس منظمة الشفافية الدولية حول المعايير التي تتبعها منظمته في تقييم مستوى الفساد في دول العالم ، معتبرا أن تصنيف المنظمة في تقريرها السنوي الأخير للسودان كرابع أفسد دوله في العالم فيه ظلم كبير ويفرض تساؤلات مشروعة حول المعايير التي تتبعها المنظمة في تصنيف الدول ، معترفا في الوقت نفسه بتفشي الفساد المالي والإداري في البلاد ولكنه قال في المقابل أن هناك جهودا تبذل لمكافحتها ، مشيرا الى أن هناك تشكيكا من كثير من الدول في هذا التقرير . وقد رد مؤسس ورئيس منظمة الشفافية الدولية البروفسور بيتر إيجن وهو المدير السابق للبنك الدولي على تلك التساؤلات بأنه تلقى رسائل واتصالات من قادة العديد من دول العالم يحتجون خلالها على تصنيف دولهم في التقرير السنوي للمنظمة ، معتبرا أن التقرير يستند الى معايير علمية ومسوحات محددة دون أن أي تسييس ، وأوضح أن هناك جهودا تبذل حاليا لتطوير آليات عمل معدي التقرير . وتحدث الزميل عبد النبي شاهين خلال المؤتمر الذي شارك فيه خبراء وناشطون في قضايا الشفافية ومكافحة الفساد من مختلف دول العالم عن الدور الرائد للصحافة السودانية في كشف ملفات الفساد ، وقدم نماذج لملفات كبيرة أسهمت الصحافة السودانية في كشفها ومتابعتها ، وحيا الزميل شاهين خلال المؤتمر مجهودات كل الصحف السودانية في فضح ملفات الفساد ، معتبرا أن الصحفيين وكتاب الأعمدة السودانيين هم حاليا رأس الرمح الأكثر قوة وفعالية في مكافحة الفساد وفضح المفسدين وقال أن على الأجهزة المعنية في الدولة أن تتابع بمزيد من الاهتمام ما تكتبه الصحف في مجال الفساد المالي والادري كما أشار الى الجهود التي التي تبذلها السلطات السودانية ممثلة في ديوان المراجع العام واللجان المتخصصة في البرلمان إضافة الى آلية مكافحة الفساد ولكنه ناشد الرئيس عمر حسن البشير لإخراج مكتب آلية مكافحة الفساد من مبنى القصر الجمهوري ووضعه في مكان عام لضمان تواصل المواطن السوداني معه ودعمها بالكوادر اللازمة ، مشيرا الى أن وجود مكتب الآلية في داخل القصر الجمهوري يوحي بأن الحكومة ليست جادة في محاربة الفساد ، وقال أن من الصعب مكافحة الفساد في أي دولة في العالم ما لم تكن هناك إرادة سياسية جادة من قبل الحكومات . وكان الزميل شاهين قد أحال الى المسئولين في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة الشفافية الدولية نسخة من ( مشروع تأسيس منظمة وطنية سودانية للشفافية ومكافحة الفساد ) لمراجعته من قبل خبراء المنظمة وتقديم النصح والاستشارة الفنية المطلوبة من المنظمة كونها بيت خبرة عالمي ، وذلك بهدف إنشاء منظمة متوائمة مع منظمة الشفافية الدولية ووفقا لمبادئها العامة مع مراعاة للدستور والقوانين السودانية والقيم الإسلامية والثقافية والاجتماعية للشعب السوداني . وعلى صعيد آخر قدم الناشط السوداني في مكافحة الفساد عبد النبي شاهين للبروفسور بيتر إيجن دراسة مبدئية لإنشاء محطة فضائية تابعة لمنظمة الشفافية الدولية تكون موجهة للعالم العربي بهدف نشر ثقافة الشفافية ومكافحة الفساد وتشجيع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني العربية على تعزيز قيم الشفافية ومناهضة الفساد المالي والإداري والسياسي وتعزيز قيم الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والقضاء العادل المستقل والنزيه . وقد صوت المشاركون في المؤتمر حول بإجازة مقترح الزميل شاهين بإنشاء المحطة الفضائية كذراع إعلامي لمنظمة الشفافية الدولية وأوصوا بإحالته الى مؤتمر المنظمة المقبل المزمع عقده في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل.