أطول حرب في تاريخ البشرية وأشد عداوة بين الإنسان والفقر ذلك الرجل الذي يعمل على تدمير الأحلام ويلغي المشروعات ويوقف مسيرات التعليم ويقتل ويشرد ويدفع البعض لطريق الحرام.. ويذهب آخرون للطرقات للتسول وقد هدمت بيوت وسقطت إمبراطوريات وممالك وحكومات بسببه.. وكم من دول علا شأنها وتقدمت وجلست في أعلى المراتب على حسب درجة نجاحها في حروبها على الفقر.. ولم نسمع دوماً توقف هذه الحرب أو حتى دخولها في هدنة أو استراحة أو إعادة ترتيب الصفوف.. وينشط في المناطق التي تعتمد على المواسم وهو عادة يطور نفسه بحيث يتغلب على كل الهجمات التي تشن للقضاء عليه وإضاعفه لكنه لم يتوانَ يوماً ولم يهن.. وهكذا مرت الحرب سجالاً. المهم سادتي لقد ظل الفقر والتدهور الاقتصادي سبباً أساسياً في سقوط كل الحكومات والإمبراطوريات التي ذكرها لنا التاريخ.. وأصبحت تقيس عليها وفي حاضرنا عندما حرق البوعزيزي نفسه بسبب الفقر سقطت أطول الحكومات عمراً.. وكذلك حكومة حسني مبارك والقذافي.. ولن أنسى صراع الرئاسة الأمريكية الذي يقترب هذه الأيام والذي تستخدم فيه ورقة الرهان الأساسية بعد أن كان الفائز هو من يخدم إسرائيل أكثر.. أما هنا في السودان فدائماً ما أقول للقائمين على قضية محاربة الفقر والقضاء عليه إنكم تجلسون على كراسٍ ساخنة.. وكل ما تقدمونه بعد جهد وعرق وسهر ليالي قد لا يظهر بسبب كثرة المحتاجين. ولعل ما لفت نظري لدى هذه المؤسسات التي تبدأ بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي وتنفذ عبر الولايات وبقية الأجهزة المختصة.. أن هناك مشروعات كثيرة تطرحها وزارة الرعاية والتوجيه بولاية الخرطوم ووزيراها مشاعر الدولب والذراع الأقوى د. التجاني الأصم المدير العام وفريقه المنسجم د. عبد السميع حيدر ومدير مؤسسة التنمية الاجتماعية الذين يقدمون المشروع تلو الآخر لتقليل حدة الفقر ويعملون ليل نهار لذلك.. فالتحية لكل من يعملون في هذا المجال.. وتحية خاصة جداً للأستاذة أميرة الفاضل وكل من ذكرناهم ومن لم نذكرهم.