احتفي العالم يوم «17» أكتوبر من الشهر الجاري باليوم العالمي لمكافحة الفقر، فيما اختارت الأممالمتحدة عنوان الاحتفال «القضاء على الفقر المدقع.. تعزيز التمكين وبناء السلام» يشكل الفقر هاجساً مقلقاً للحكومات والمجتمعات الإنسانية، ومن أهم المشاكل التي واجهوها منذ أقدم العصور، وشهدت الفترة الأخيرة إعادة الاهتمام بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تثيرها ظاهرة تفشي الفقر باتساع مساحته وزيادة عمقه، وأصبح العالم غالبيته من الفقراء خاصة في الدول النامية. (فالعالم اليوم أصبح جزيرة أغنياء تحيط بها بحار من الفقراء، كما وصفه رئيس جنوب إفريقيا مبيكي) ترتفع أسعار الدولار وتنخفض، تعلو المباني وتناطح السحاب، ترتفع أسعار الأراضي وتوزع، وليس للفقراء من كل ذلك سوى الاستماع إلى أخبارها دون أن يطالهم من كل ذلك أي شيء ينعكس على حياتهم، ليرتفع بهم من تحت الأرض إلى سطحها. في مناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر، تحدث بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن أكثر من مليار شخص يعيشون في فقر، ويحرمون من حقوقهم في الغذاء والتعليم والرعاية الصحية، وعن الذين يقاسون ويلات الجوع والعوز والمهانة، داعياً إلى توفير الخدمات الاجتماعية والدخول المؤمنة والعمل اللائق والحماية الاجتماعية لبناء مجتمعات أقوى وأكثر ازدهاراً-حسب تعبيره- . لأن السائد في هذا الزمن-زمن شريعة الغاب، والتوحش المالي والاقتصادي والعسكري- هو نقيض ما يطمح إليه البشر، على أي مستوى كانوا، من أمن وسلام وطمأنينة ورغد عيش، خصوصاً في ما يتعلق بالأساسيات، وفي مقدمها الصحة والغذاء والتعليم والاستقرار.. فلنحلم جميعاً بأن يأتي يوم ينعدم فيه الفقر ويعيش العالم في نعيم.